الإرهاب والسياحة !

تشهد السياحة العربية ظروفاً صعبة، لاسيما في بعض الأقطار العربية المهددة بالإرهاب والتطرف والفوضى والفقر والعنف والجريمة، الأمر الذي يضع تحديات جديدة تتطلب العمل الجاد من أجل تكريس الاستقرار عبر الحوار والتفاهم الإقليمي العربي.

لقد ضاعت المقدرات السياحية في كل من العراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن وغيرها نتيجة طغيان الإرهاب والفوضى المسلحة، ولحق الدمار بأهم المعالم السياحية القائمة منذ فجر التاريخ في العديد من أوطاننا العربية!

إن مقولة العمل العربي المشترك، وتعزيز السياحة البينية لم تعد صالحة في الوقت الحاضر، حيث يسود الإرهاب والفوضى غالبية المدن والعواصم العربية، ولابد من مصالحة داخلية مع الشعوب أولاً ومع الحكومات والقيادات ثانياً ومع النفس ثالثاً وأخيراً حتى تتجه البلاد العربية نحو الاستقرار.

أقولها بصراحة إنه للتغلب على الآثار السلبية لتراجع عوائد السياحة في بعض الدول نتيجة للأحداث المؤسفة التي تسود مناطق شتى في هذا العالم العربي المهدد بالانقسام، نحتاج إلى التدخل على كافة المستويات لمواجهة الإرهاب حتى نتوصل إلى حلول لعلاج تراجع معدل تدفق السياح إلى البلاد العربية، فالسائح أو حتى المواطن العربي إذا لم يشعر بالأمان فإنه لن يعرف كيف يتذوق طعم الحياة.

في الوقت نفسه لابد من وضع المزيد من الخطط التسويقية والترويجية وعدم الخوف من الإرهاب والتحرك لاستعادة نشاط الأسواق العربية من جديد، فالكل يعلم أن تراجع إيرادات قطاع السياحة سوف يؤدي إلى ركود اقتصادي وبطالة وانخفاض في حجم التجارة والطيران وصناعة السفر بوجه عام.

لذلك نحتاج إلى تحرك رسمي وغير رسمي على المستوى العربي يعيد للسياحة دورها الفاعل في ظل المتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، وتبني خطة عمل تهدف إلى تعزيز التعاون العربي، وتشجيع السياحة البينية بين الدول العربية، وتذليل الصعوبات كافة التي تواجهها

التعليقات