ألقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كلمة خلال افتتاح "متحف اللوفر أبوظبي نقلتها وكالة "وام"، وجاء نصه:
"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. الحضور الكريم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرحب بكم ونحييكم من أرض دولة الإمارات ومن عاصمتنا أبوظبي عاصمة الثقافة والفن والمعمار والإبداع الإنساني .. كما نرحب بكم وبالعالم في متحف اللوفر هذا المعلم الحضاري الفريد الذي تضيفه أبوظبي للإرث الإنساني.
السيدات والسادة.
شهدت منطقتنا قبل أكثر من 4000 عام قبل الميلاد نشأة الحضارة السومرية في وادي الرافدين إحدى أقدم حضارات العالم .. واعتقد السومريون أن السماء الممتدة فوقنا هي قبة كبيرة وأن الأرض تحتها مسطح به مرتفعات.. ثم جاءت الحضارة البابلية واعتقدوا كذلك أن الكون قبة كبيرة تسير فيها النجوم والكواكب ويحملها جبلان من الشرق والغرب.
واليوم.. تجمعنا في هذه المنطقة قبة جديدة.. قبة تقول للعالم إننا نستطيع أن نلتقي ونتحاور ونتقارب.
أهلا بكم في قبة اللوفر في أبوظبي .. قبة النور في منطقة يحاول أصحاب الفكر الظلامي أن يرجعوا حضارتها إلى عصور الجهل والتخلف.
السيدات والسادة.
متحف اللوفر أبوظبي تحفة معمارية ومفخرة ثقافية ومحطة فنية ستجمع الشرق والغرب.. إنه يمثل قدرتنا على بناء جسور تواصل بين الحضارات في عالم يريدون له أن يكون صراعا بين الحضارات كما يمثل قدرتنا على محاربة الظلام بالنور ومحاربة الجهل بالفنون ومحاربة الانغلاق بالإبداع ومحاربة التطرف الفكري بالجمال الفني الذي أبدعته العقول البشرية منذ آلاف السنين.
السيدات والسادة.. التاريخ هو مسيرة متواصلة من البناء الحضاري بين مختلف الشعوب .. لم تقم حضارتنا العربية والإسلامية إلا على الحضارات التي سبقتها ولم تبدأ النهضة الأوربية إلا بعد تواصلها مع حضارتنا الإسلامية.. واليوم نحن نعيش حضارة عالمية إنسانية مشتركة وأهم ما يمثلها هو متحف اللوفر في أبوظبي كرمز للتلاقي الفكري والإنساني وعنوان للتسامح والتواصل.
لقد ساهمت العلاقات الإماراتية الفرنسية المتينة في بناء هذا الصرح الحضاري .. الذي سيشكل علامة ثقافية فارقة في المنطقة وبالانفتاح والخبرة الفرنسية الثقافية العريقة ومازال هناك الكثير الذي يمكن إنجازه.. وندعو من هذه المنصة ليس فقط للحوار والتواصل بين الحضارات بل للتحالف بين الحضارات .. تحالف يحمي الحضارة الإنسانية من أعدائها.
ودولة الإمارات لن تجد حليفا وصديقا أفضل من الجمهورية الفرنسية لمشاركتها هذا الهدف الإنساني النبيل.. ولن نجد أفضل من الرئيس إيمانويل مكرون الذي يشاركنا اليوم افتتاح متحف اللوفر أبوظبي لإيصال رسالة فرنسا إلى العالم كدولة تتجسد فيها قيم السلام والتسامح والإخاء والانفتاح الحضاري.
السيدات والسادة.. تنطلق رسالة متحف اللوفر أبوظبي من أن " قوتنا كبشر في تواصلنا وقوتنا في تبادل ثقافاتنا وقوتنا في التعلم من إبداعاتنا المختلفة وقوتنا في تلاقي العقول وتعارف الشعوب وتحالف الحضارات ".
وفي الختام.. أتوجه بالشكر للجمهورية الفرنسية ممثلة برئيسها إيمانويل مكرون في دعم هذا المشروع الحضاري ليرى النور.
وأيضا باسمي وباسم شعب الإمارات وباسم دعاة الخير والسلام في المنطقة والعالم.. أحب أن أشكر الرجل الذي وقف خلف هذا المشروع وليدفع العالم حضاريا وثقافيا للأمام شكرا أخي محمد بن زايد.. مشروعك يمثل جزءا من إرث زايد الذي تحمله في قلبك.. إرث زايد في حب الإنسانية وخلق التقارب والتواصل بين البشر والحضارات.
من هنا .. نقول إن متحف اللوفر أبوظبي سوف يمثل أجمل ما في الشرق وما في الغرب وسيكون ملتقى لمحبي الفن والجمال والثقافة من كل أنحاء العالم.
شكرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
التعليقات