أخطأ الزمالك حينما انسحب قبل ذلك أمام الأهلى، وأخطأ الأهلى حينما انسحب مساء أول أمس الثلاثاء أمام الزمالك، لينتهى الأمر بفوز الزمالك رسميا بالمباراة، بعد أن قام طاقم التحكيم بانتظار حضور فريق الأهلى 15 دقيقة كاملة طبقا للائحة، فى ظل وجود فريق الزمالك ليعلن بعدها انتهاء المباراة، واحتساب نقاط المباراة الثلاث لمصلحة الزمالك.
ليس معنى أن يخطئ الزمالك أن يكرر الأهلى نفس الخطأ، لأنه خطأ غير مبرر، وتكراره أمر يدعو للدهشة والاستغراب، ويسهم فى التشكيك فى قدرات التحكيم المصرى بلا مبرر.
الأزمة كلها جاءت بسبب طاقم التحكيم بعد أن قام اتحاد الكرة بإسناد مهمة إدارة المباراة تحكيميا إلى طاقم تحكيم محلى بالكامل، مما أثار غضب النادى الأهلى، ليعلن بعدها رفض خوض المباراة.
شىء مؤسف أن تسود لغة التشكيك فى حكامنا الوطنيين، وأن تمتد العدوى من الزمالك إلى الأهلى، والأكثر غرابة اصرار الأهلى على التمسك بالخطأ والاستمرار فيه حتى نهايته.
أخطاء الحكام واردة فى كل المباريات، وللتخفيف من آثار أخطاء الحكام تم إدخال تقنية «الفار» لمراجعة بعض هذه الأخطاء، وتعديل قراراتها، ورغم ذلك لاتزال تقع بعض الأخطاء بشكل عفوى وغير مقصود، وليس معنى ذلك تبرير رفض خوض المباريات.
الأهلى والزمالك هما قطبا الكرة المصرية، وهما الأكثر جماهيرية لدى عشاق كرة القدم، وكان من المفروض عدم الوقوع فى هذه الدائرة من التخبط والشحن فيما بينهما.
هذه الأفعال الطائشة من الناديين تؤدى إلى صب الزيت على النيران وزيادة الشحن بين جمهور الناديين، خاصة فى فئات صغار السن والشباب.
كان يجب أن تتدخل إدارة الأهلى ورئيس النادى الكابتن محمود الخطيب، لتجاوز هذه الأزمة قبل تفاقمها فى ظل رفض نادى الزمالك محاولات تأجيل المباراة أو تأخيرها، وبالتالى كان من الأفضل أن يقوم النادى الأهلى بتجاوز هذه الأزمة، وعدم النفخ فى «نيران التعصب» الكروى.
الكرة المصرية تعانى مشكلات عديدة، ويكفى أنها خارج سياق البطولات الإفريقية، والعالمية منذ فترة طويلة مع أن الحكام فى هذه البطولات أجانب، لكن تظل الأزمة داخل الأندية وقدراتها.
أتمنى تجاوز تلك الأزمة وعدم تكرارها، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين، والأهم من ذلك إلغاء فكرة التحكيم الأجنبى، فالتحكيم ليس هو المشكلة، وإنما المشكلة تكمن فى هشاشة الفرق الرياضية وضعف إمكاناتها مقارنة بالدوريات الأوروبية والعالمية.
التعليقات