الفلسطينى هو بطل القصة بكل تأكيد، وهو الصامد الصلب من 77 عاما حتى الآن، رافضا كل الإغراءات، وأقسى العقوبات والضغوط.
منذ أكثر من 15 شهرا، وطوال تلك الفترة، تعرض الشعب الفلسطينى فى غزة لأسوأ عملية إبادة جماعية، وأكبر عملية للتطهير العرقى، وأضخم حصار برا وبحرا وجوا.
لأول مرة يتم استخدام سلاح «التجويع» ضد شعب أعزل، ويتم قتل النساء والأطفال والعجائز بدم بارد، وسط حصار للمستشفيات، وتدمير كامل للبنى التحتية من طرق، ومدارس، وأماكن إيواء، ومستشفيات ومحطات مياه وصرف صحى، ومحطات توليد الكهرباء.
وسط كل هذه الأهوال تمسك الفلسطينى بأرضه، رافضا مغادرة موطنه، رغم مرارة العيش، وفقدان الأهل والأبناء والجيران والأحبة.
للأسف الشديد دعاة «التطبيع والخنوع» يشنون حملة سوداء على الفلسطينيين متهمين إياهم بأنهم باعوا أرضهم، ويروجون لأفكار إسرائيلية عدوانية ضد الشعب الفلسطينى منذ 77 عاما حتى الآن.
يروجون الادعاءات الكاذبة فى فترات التهدئة، ويروجونها فى فترات المقاومة.
فى فترات التهدئة يدعون بالباطل أن الفلسطينيين باعوا قضيتهم، وانتقلوا إلى حياة «العيش الرغيد» داخل فلسطين أو خارجها، وحينما تشتعل المقاومة وتتجدد يتهمونهم بأنهم السبب فى اندلاع الحرب ومرارة العيش لذويهم.
هؤلاء هم «أبواق الشر»، و«المطبعون القدامى والجدد»، و«المروجون» للادعاءات الاسرائيلية الكاذبة طوال فترات الصراع العربى الإسرائيلى الممتد.
الشعب الفلسطينى شعب بطل بكل ماتحمله الكلمات من معان، وهو الشعب الذى يحمل علم الحرية فى العالم الآن، ويلتف حوله كل أحرار العالم، لأن فلسطين هى الدولة الوحيدة التى لاتزال محتلة فى العالم حتى الآن.
يذكرنا الشعب الفلسطينى بأحرار جنوب إفريقيا، والجزائر، وايرلندا، وكل الشعوب التى كافحت وناضلت، ودفعت أثمانا باهظة من دماء أبنائها، ولم تستسلم، رافضة الذل والعبودية والاحتلال.
يستحق الشعب الفلسطينى كل شبر من الأراضى الفلسطينية المحتلة (غزة والضفة والقدس) كل التحية والتقدير والعرفان والمؤكد أن النصر آت مهما تأخر، ومهما كانت التحديات والتضحيات.
التعليقات