أعتقد ان العام المنصرم 2024 ربما يكون أسوأ الأعوام العربية بعد نكبة 1948، وهزيمة 1967.
كان عام 2024 هو عام الدم والألم، وفيه فقدت الإنسانية «براءتها»، وفقد القانون الدولى «شرفه»، وسقط القانون الإنسانى «فى الوحل» بعد أن كشفت العصابات الصهيونية عن وجهها القبيح، وراحت تدمر، وتخرب، وتقتل، وتقصف المستشفيات، وتحرقها، وتترك الجثث بلا أكفان فى الشوارع تنهشها الكلاب الضالة.
هو عام سقوط الزيف الديمقراطى الغربى، وسقوط الادعاءات الكاذبة حول حقوق الإنسان وحقه فى العيش فى سلام وأمان، بعد قيام أمريكا والدول الغربية بدور الحليف الأكبر لجيش العدو الإسرائيلى، ودعمه بالسلاح، وأحدث المعدات العسكرية والتكنولوجية لكى يستكمل مهمته فى الإبادة الجماعية فى قطاع غزة.
كان عام الخراب والدمار وسفك الدماء فى غزة، والضفة، ولبنان، حيث وصل عدد الشهداء فى تلك المناطق إلى أكثر من 50 ألف شهيد، وأكثر من 150 ألف مصاب على أيدى العصابات الإرهابية الإسرائيلية.
هو عام حصار المستشفيات، و تدميرها، وحرقها فى قطاع غزة، واعتقال الأطباء وطواقم التمريض والإسعاف «عرايا» فى مشاهد إدانة كاملة لكل شعوب ودول العالم بلا استثناء.
سقط الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحرية الصحافة، بعد أن اغتالت القوات الإسرائيلية الصحفيين بدم بارد، وأطلقت عليهم الرصاص الحى فى أثناء ممارستهم لمهام أعمالهم فى محاولة خبيثة لتكميم الأفواه، ودفن الحقيقة مع الجثث المقتولة غدراً ووقاحة.
هو العام الأسوأ عربياً بعد أن اكتفى العرب بالصمت والإدانة، والأسوأ فلسطينياً بعد أن فشلت كل محاولات «لم الشمل» الفلسطيني، وعاد الاقتتال الفلسطينى يطل برأسه من جديد كما يحدث الآن فى مخيم جنين.
رحل عام 2024، وكل الأمل فى عام جديد يبدأ اليوم لعل وعسى يصلح ما أفسده العام المنصرم.
التعليقات