ومتى يتم الاعتقال؟!

ومتى يتم الاعتقال؟!

عبدالمحسن سلامة

غريب أمر المحكمة الجنائية الدولية حيث إنه من الواضح أن هناك تقاعسا غير مبرر لدى قضاة المحكمة بشأن إصدار مذكرات اعتقال مجرم الحرب نيتانياهو ووزير جيش الاحتلال جالانت.

هذا التقاعس الواضح وغير المبرر هو الذى دعا المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى مطالبته لقضاة المحكمة بعدم تأجيل إصدار مذكرات الاعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، ووزير جيش الاحتلال يوآف جالانت موضحا فى رسالته إلى القضاة بأن التأخير غير المبرر فى إصدار مذكرات اعتقالهما يؤثر على حقوق الضحايا فى الأراضى الفلسطينية.

تأخير إصدار مذكرات اعتقال نيتانياهو وجالانت يثير علامات استفهام كثيرة حول مصداقية المحكمة، واستقلاليتها، وقدرتها على اتخاذ القرارات الصحيحة فى التوقيت الصحيح.

ماذا تنتظر المحكمة أكثر مما حدث من خراب، ودمار، وقتل ، وإبادة، فى مشاهد غير مسبوقة فى التاريخ الإنسانى الحديث؟

هل تنتظر المحكمة لحين انتهاء القوات الإسرائيلية من استكمال إبادة ما تبقى من الفلسطينيين، وتدمير ما تبقى من منشآت ومبان؟

منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» كشفت فى أحدث تقاريرها أن هناك أكثر من 19 ألف طفل يتيم فى غزة، كما تشير التقارير إلى أن ما يقرب من 75% من القتلى من النساء والأطفال من إجمالى ما يقرب من 40 ألف قتيل حتى الآن، بالإضافة إلى ما يقرب من 80 ألف مصاب أكثر من 50% منهم إصابتهم خطيرة.

لايمكن أبدا القبول بتلك المشاهد المأساوية، ونيتانياهو يماطل فى وقف الحرب لأن بقاءه فى السلطة أصبح مرهونا باستمرار الحرب، وهذا هو السر الذى يجب أن تفطن إليه المحكمة.

لابد من إجراء عنيف ضد نيتانياهو، والجنائية الدولية ربما تكون إحدى الادوات المهمة للضغط عليه وعلى حكومته، لأنه دون ضغط حقيقى لن يلجأ نيتانياهو إلى السلام .

مظاهرات حاشدة انطلقت مساء أمس الأول السبت فى أنحاء إسرائيل للمطالبة بوقف القتال، وعقد صفقة لإعادة الأسرى، لكن نيتانياهو بات يبحث عن «السراب» والنصر المطلق، وتحقيق كامل الأهداف المعلنة وغير المعلنة، وهو ما يجعل من التوصل إلى وقف لإطلاق النار مسألة صعبة وربما مستحيلة.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات