غدا الثلاثاء الموافق 6 أغسطس تمر 9 سنوات كاملة على افتتاح أنجح وأفضل مشروع قومى وهو مشروع أفتتاح قناة السويس الجديدة الذى فتح الأبواب أمام الازدواج الكامل للقناة لتكون هناك "قناتان فى قناة واحدة" فى إطار تعظيم الاستفادة من أهم وأعظم شريان ملاحى عالمى.

يوم السبت الماضى خرجت صحيفة الأهرام بملف رائع عن قناة السويس فى لفتة ذكية ومميزة من الزميل ماجد منير رئيس التحرير لتسجل صفحات هذا الملف قصة نجاح باهرة كانت وراء هذا المشروع العملاق منذ التفكير فيه حتى افتتاحه.

للأسف الشديد تمر قناة السويس الآن بفترة "حرجة" اقتصاديا نتيجة التأثيرات السلبية للحرب على غزة، وتصاعد التوترات الإقليمية، مما أدى إلى انخفاض دخل القناة إلى أكثر من النصف بعد أن قفزت إلى أكثر من 10 مليارات دولار سنويا.

تحدثت إلى الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس الذى كان قويا ومتفائلا كعادته، رغم الأزمة الراهنة، حيث يأمل أن تنتهى تلك التوترات الإقليمية فى المنطقة فى أقرب وقت، لتعود حركة التجارة العالمية إلى معدلاتها العالمية كما كانت لمصلحة الاقتصاد الوطنى والعالمى على السواء.

سألته عن حجم الإنجاز فى مشروع قناة السويس الجديد، وكيف انعكس ذلك على حركة المرور فى القناة وإجمالى الدخل السنوي؟

أجاب: قبل ازدواج القناة كانت حركة السفن تتراوح بين 42: 45 سفينة يوميا ارتفعت بعد الافتتاح والتشغيل والتطوير إلى نحو 75 سفينة يوميا، فى حين كان إجمالى دخل القناة السنوى لا يتجاوز فى أفضل حالاته 4٫8 مليار دولار، تمت مضاعفته ليصل فى آخر عام قبل الأزمة الحالية إلى 10٫2 مليار دولار.. أى أكثر من ضعف الدخل السنوى.

قلت له: هل هذا يتناسب مع تكاليف إنشاء المشروع التى بلغت ما يقرب من 64 مليار جنيه؟

أجاب الفريق أسامة ربيع: مشروع ازدواج القناة هو أنجح وأعظم مشروع قومى من حيث التكلفة والعائد، حيث بلغت تكلفته نحو 20 مليار جنيه فقط، أما باقى المبلغ فقد تم استخدامه فى إنشاء الأنفاق الخمسة الجديدة، ومدينة الإسماعيلية الجديدة، بالإضافة إلى شبكة البنية التحتية المتطورة والعملاقة المرتبطة بهذه المشروعات.

معنى ذلك ببساطة أن تكلفة هذا المشروع العملاق تم استردادها فى أقل من عام، والباقى كله أرباح وعوائد للمشروع، مشيرا إلى أن الأهم من كل ذلك هو نجاح المشروع فى تثبيت مكانة قناة السويس كممر ملاحى عالمى غير قابل للمنافسة.

تحية إلى كل السواعد المصرية المخلصة التى أنجزت هذا المشروع العملاق، وإلى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أطلق الفكرة ورعاها حتى افتتاحها رغم كل المصاعب والتحديات.

نقلا عن جريدة الأهرام