منتهى الاستفزاز والاشمئزاز

منتهى الاستفزاز والاشمئزاز

عبدالمحسن سلامة

ماحدث فى الكونجرس يوم الأربعاء الماضى فى اللقاء بين مجرم الحرب نيتانياهو ، وأعضاء الكونجرس الأمريكى يثير الاشمئزاز والاستفزاز، لكن الأهم من الاستفزاز والاشمئزاز هو ضرورة دراسة هذا الموقف بهدوء وحكمة من جانب كل مراكز الابحاث العربية المتخصصة فى هذا الإطار، وكذلك من جانب جامعة الدول العربية لوضع رؤية إستراتيجية عربية واضحة فى ملف التعامل العربى الإمريكى حالياً ومستقبلاً.

لابد من العودة إلى خطاب الزعيم الراحل أنور السادات فى مجلس الشعب المصرى وقت ذروة الانتصار فى حرب أكتوبر المجيد الذى وجهه إلى الرئيس الأمريكى الراحل نيكسون وتساءل فيه قائلا: إلى متي؟ وإلى أين ؟ فيما يخص الدعم الأمريكى الأعمى للكيان الصهيوني.

نجح السادات ببراعته وذكائه فى اختراق طوق اللهب الصهيونى ولأسباب كثيرة عاد اللوبى الصهيونى يلتف حول رقبة أمريكا نفسها، ويحرق المنطقة بدم أمريكا البارد، وهو ما شاهده العالم فى المهزلة التى حدثت فى الكونجرس الأمريكى يوم الأربعاء الماضى الذى تحول إلى قاعة سيئة السمعة من قاعات أسوأ الدول ديكتاتورية ودموية فى العالم .

نواب الكونجرس يرقصون على جثث النساء والأطفال، ويصفقون بلا وعي، وبطريقة هيستيرية لدرجة جعلت مجرم الحرب نفسه يقول لهم «لا تصفقوا ... واسمعوا».

79 مرة تصفيق هيستيرى لمجرم الحرب الذى فقد مصداقيته فى الداخل الإسرائيلي، وذهب إلى هناك ليستعيد شرعيته من داخل الكونجرس الأمريكي، ثم باللقاءات الحميمية مع شريك الدم بايدن، والمرشحين القادمين للانتخابات الأمريكية ترامب وهاريس.

صحيح أن هناك عددا كبيرا من النواب وصل عددهم إلى أكثر من 90 نائباً قاطعوا الجلسة، وبعضهم حضر مثل النائبة رشيدة طليب وهى ترفع لافتة «مجرم حرب» غير أن كل هذا لم يفلح فى إبراز الأزمة التى يعيشها المجتمع الأمريكى نفسه تجاه الحرب القذرة فى غزة، والتى ظهرت بوادرها فى مظاهرات الجامعات الأمريكية، وفى انقسام الرأى العام الأمريكي، وفى رفض نسبة كبيرة من اليهود الأمريكيين لنيتانياهو وسياسته.

أتمنى أن يكون ما حدث فى الكونجرس الأمريكى يوم الأربعاء الماضى «صفعة إفاقة» قوية للعرب من المحيط إلى الخليج تجاه الإدارات الأمريكية الحالية، والمقبلة، وعلى المدى البعيد، لتجيب تلك الإدارات على سؤال الزعيم الراحل والخالد أنور السادات إلى متى وإلى أين يظل الانحياز الأعمى والمطلق للاحتلال الإسرائيلى على حساب الحقوق العربية المشروعة؟

بعد ذلك يقرر العرب ماذا يريدون وهل يريدون حقاً صياغة مستقبلهم بأنفسهم أم بأيدى نيتانياهو وغيره؟

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات