‏الفائز «الوطن».. والكنز «المصريون»

‏الفائز «الوطن».. والكنز «المصريون»

عبدالمحسن سلامة

ليس هذا عنوانى للحقيقة، لكننى اقتبسته من المستشار حازم بدوى، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، فى أثناء حضورى المؤتمر الصحفى لإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية أمس فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، حينما أشار فى بيانه الاستهلالى قبل إعلان النتيجة إلى أن الفائز الحقيقى فى هذه الانتخابات هو «الوطن»، وأن الكنز الحقيقى هو «المصريون»، بعد أن أوضح أن نسبة التصويت فى هذه الانتخابات هى الأعلى فى تاريخ الانتخابات الرئاسية.

أكد أن هناك ظواهر مميزة لهذه الانتخابات لم تكن فى سابقتها من قبل، وهى خروج كل أطياف الشعب من مرأة، وشباب، وكبار سن، وذوى الهمم، وعمال، وفلاحين، وطلبة، ومهنيين، مما أدى إلى ارتفاع نسبة التصويت بشكل غير مسبوق لتصل إلى أكثر من ٤٤ مليون ناخب، وبنسبة وصلت إلى ٦٦٫٨٪ من عدد المقيدين فى الجداول الانتخابية ممن لهم حق التصويت.

هى نسبة مدهشة، وغير مسبوقة، لكنها تظهر معدن الشعب المصرى البطل وقت الشدة، وتؤكد الالتحام بينه وبين القائد فى إطار الحرص على الأمن القومى المصرى، ورفض العدوان الغاشم على الأشقاء فى كل الأراضى الفلسطينية بشكل عام، وأبناء غزة بشكل خاص، ومؤكدين رفضهم مبدأ تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وتصفية القضية الفلسطينية.

رغم قوة المنافسة بين المرشحين الأربعة فإن الالتزام الأخلاقى كان سائدا بينهم، ولم تحدث أدنى تجاوزات، كما سجلت الانتخابات أقل نسبة إنفاق مالى على الدعاية الانتخابية، والأهم هو نزاهة القضاء، ووجود قاض على كل صندوق، بالإضافة إلى حياد كل وسائل الصحافة، والإعلام فى الدعاية العادلة لكل المرشحين بلا استثناء.

سيمفونية رائعة شارك فيها كل الجهات، والأجهزة المعنية، وكان الشعب هو البطل الرئيسى، كما أوضح دينامو الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار أحمد بندارى، مدير الجهاز التنفيذى للهيئة الوطنية للانتخابات، الذى كان نموذجا رائعا فى التواصل بين كل وسائل الصحافة، والإعلام، وبين كل اللجان الانتخابية بكل الشفافية، والوضوح.

اكتساح المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى للانتخابات ليس مفاجئا لأنه قدم خلال الدورتين الماضيتين ما لم يقدمه أى رئيس سابق لمصر منذ عهد محمد على، وواجه الكثير من التحديات، والعقبات، والمشكلات، بدءا من مشكلة الإرهاب، ومرورا بالأزمات العالمية (كورونا، والحرب الروسية- الأوكرانية، وأخيرا الحرب على غزة)، ونجح فى إحداث التوازن بين كل ذلك، والحفاظ على قوة مصر، واستقرارها، وتقدمها، وهو ما يجعل النتيجة طبيعية، وعادلة.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات