التاريخ الطبيعي للتغير المناخي

التاريخ الطبيعي للتغير المناخي

د. أحمد شاهين

التاريخ الإنسانى يكتب بحبر الواقع :-  كانت الحركة الأرضية الدائمة اتجاه الشمال سببا فى بعد  شمال أفريقيا أو شبه الجزيرة العربية من خط، الأستواء حيث قلت الأمطاررويدا رويدا إننا نعيش فى أكثر مناطق الأرض جفافا , وذلك بسبب الوضع الجغرافى نتيجة حركة كثل القشرة الأرضية فى تاريخ الأرض الجيولوجى القديم إذ نتج عن هذه الحركة تزحزح قارة أفريقيا بأكملها فى إتجاة الشمال ومعها شبه الجزيرة العربية وأستمرت هذه الحركة حتى أوقفها أو على الأقل قللها الإصطدام مع كتلة قارة أوروبا.

منذ أن قلت الأمطار فى هذه المنطقة من الأرض التى تشمل العالم العربى أختفت النباتات وهاجر الإنسان  .

فإن الأراضى فى غرب النيل وشرق ليبيا يفوق جفافها أى صحراء بالعالم أجمع , إن مقياس الجفاف فى المنطقة بأكملها يساوى 200والمقارنه مع أى صحراء أخرى نفس مقياس الجفاف فى صحراء غرب أمريكا فى مكان سموه ( وادى الموت ) لشدة جفافه ليساوى رقم 7.

ويدعو د. الباز : لقيام جمعية علمية عربية متخصصة تحت إسم ( الجمعية العربية للحفاظ على البيئة ). 

نشأة الإهتمام بالقضايا البيئية:

متى بدا الاهتمام بقضية البيئة على المستوى الدولي ؟ قبل عام 1918، لم يكن هناك اهتمام على المستوى العالمي بقضايا البيئة والتلوث، ولكن قفزت هذه القضية إلى السطح في عامی ۱۹۹۷ و۱۹۹۸ بسبب ظاهرة نفوق الأسماك في العديد من البحيرات في الدول الاسكندنافية إتضح أن الغازات المنبثقة من المصانع  ترتفع في الجو وتذوب في مياه الأمطار (لامطار الحمضية) التي تتسبب في رفع درجة حموضة البحيرات، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك الحمضية  وبالبحث، تبين أن جزءا كبيرا من الغازات المتسببة في هذه الظاهرة ليست ناتجة عن صناعات الدول الاسكندنافية، بل تنبعث من المصانع الموجودة في انجلترا وألمانيا،  عقد هذا المؤتمر الدولي بالفعل في عام ۱۹۷۲ تحت اسم "مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة الانسانية "  وكانت هذه أول مرة يتم فيها حوار جاد حول قضية البيئة.

وفى أوائل الثمانينيات  :  ظهرت تكتلات مختلفة ومجموعة دول عدم الانحياز ولكن الاهتمام الدولي بهذه القضية فى ظل تراجع صعود الاهتمام بالتجارة العالمية والجات  بمناسبة الاحتفال بالعيد العاشر لمؤتمر استوكهولم، جرت مناقشات في برنامج الأمم المتحدة للبيئة    The United Nations Environment Programظهرت فكرة التنمية المستدامة وأصدر تقرير فى شأنها  في عام ۱۹۸۷ بعنوان "مستقبلنا المشترك "        (Our Common  Future) وكانت الخطوة التالية اعتماد مفهوم التنمية المستدامة كالتزام من جانب كل الدول وقد جاء ذلك في مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية  وعرف ( بقمة الأرض ) ، والذي عقد في ريودي جانيرو ۱۹۹۲ العيب الأساسي في هذه الاتفاقية أنها تميزت بالعمومية، ولم تلزم الدول الموقعة عليها باتخاذ اجراءات معينة. 

فى عام 1974 ظهر الاهتمام العلمي بهذه  القضية منذ عاما ، عندما أصدر اثنان من العلماء في جامعة بيركلي بالولايات المتحدة بحثا أن الغازات المستخدمة في التكييف والتبريد عندما تصعد إلى طبقات الجو العليا، تحدث خللا في طبقة الأوزون.

اهتمت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (World Metreological Organization) وعملت في الفترة مابين ۱۹۷4 و۱۹۸۲ على رصد الغازات المنبعثة  بحلول عام ۱۹۸۲، كانت هناك اتفاقية لحماية طبقة الأوزون. وبالفعل، تم توقيع اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون في مارس ۱۹۸۰، ودخلت حيز التنفيذ في سبتمبر ۱۹۸۸، ولكنها لم تلزم الدول الموقعة باتخاذ أى اجراءات ولكن الاتفاقية التي حققت نجاحا ملحوظا في هذا الصدد كانت اتفاقية مونتريال، المتعلقة بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون ، والتي وقعت في سبتمبر ۱۹۸۷، ومازالت هذه الاتفاقية تعتبر النموذج المثالي لحل مشاكل البينة العالمية، وبينما كان العالم مشغولا بمشكلة انتشار مرض الإيدز بدأ البحث  عن أضرار وصول الأشعة فوق البنفسجية الى الأرض نتيجة للخلل في طبقة الأوزون وربطوا بين هذه المشكلة البينية وصحة الإنسان وحياته، بدأ الاهتمام بدراسة قضية تغير المناخ من قبل المنظمة العالمية  للأرصاد الجوية المتعلقة بتغير المناخ، وما سمی بغازات الصوبة الزجاجية. أو الغازات الدفيئة وتم عقد المؤتمر الدولي الأول عن تغير المناخ عام ۱۹۷۹.

وفي عام ۱۹۸۸، تم انشاء اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ Intergovernmental Panel on Climate Change, IPCC.

أن قضية التغير المناخي لاقت اهتماما غير مسبوق :-  لقد أثارت قضية التغير المناخي اهتماما واسعا هذا العام لعدة أسباب، منها الاهتمام الكبير الذي صادفه " فيلم أل جوره " ، عن التغير المناخي، والذي سموه "حقيقة مزعجة أو (An Inconvenient Truth).

تكلفة الحد من التغير المناخ... تكلفة المخاطر الناجمه من تغير المناخ " 2009 " مؤتمر حماية كوكب الأرض :-  من ناحية أخرى، فقد صدر في أكتوبر ۲۰۰۹ تقرير عن اقتصادات التغير المناخي،  درسوا تأثیر تغيرات المناخ على الاقتصاد، وما هو الوضع في حالة إذا ما طبق العالم إجراءات معينة لمواجهة هذا التغير، وفي حالة عدم اتخاذ أي إجراءات وكانت محصلة البحث أن اتخاذ إجراءات للحد من تغير المناخ الآن سوف يكلف الاقتصاد العالمي 1%  من إجمالي الناتج القومي العالمي، لكن المشاكل والأخطار والخسائر التي ستنتج عن عدم اتخاذ هذه الإجراءات ستكلف العالم 10 % من إجمالي الناتج القومي العالمي، ومع الأسف، فإن الدول النامية سوف تكون نسبة الخسارة فيها أعلى من هذا المتوسط العالي المقدر بـ ٪۱۰. كما أشار التقرير إلى أن ۲۰۰ مليون شخص قد يتحولون إلى لاجنين بسبب تعرض أماكن إقامتهم للجفاف أو الفيضانات.عقدت منظمة اليونسكو مؤتمرا بعنوان "حماية كوكب الأرض".

مخاطر تغير المناخ:

فاعل منصوب بالكسرة :- التغير المناخي يؤثر  بصورة مأساوية على تدمير البيئة؛ فإن الظروف الجدبة ربما تتسبب في انهيار الغابات المطيرة كما حدث في الماضي. التغير المناخي يؤثر بنطاق واسع من المخاطر على صحة الأشخاص - وهي مخاطر سوف تزداد و في العقود القادمة وغالبا ستصل إلى مستويات خطيرة، في حالة استمرار تغير المناخ في مساره الحالي. وتتضمن المخاطر الصحية على النحو التالى :

•    التأثير المباشر نتيجة للموجات الساخنة وتلوث الهواء على نطاق واسع والكوارث الجوية الطبيعية.

   •    التأثيرات التي تحدث نتيجة للتغيرات المناخية المتعلقة بالنظم على المحاصيل الزراعية والناموس وعلم البيئة والإنتاج  البحري. 

•    التوابع الأكثر انتشارا (غير المباشرة المرتبطة بالإفقار والنزوح والصراع على الموارد (على سبيل المثال المياه) ومشكلات الصحة العقلية التالية للكوارث.. التغير المناخي يهدد بأن يقلل أو يعوق أو يعكس التقدم العالمي تجاه تقليل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والوفيات الناتجة عن مرض الإسهال وانتشار غيره من الأمراض المعدية.

تغير مناخ مصر :  كانت مصر تتميز بمناخ معتدل، حار جاف صيفا، ممطر معتدل شتاء، لن يبقى كذلك، حيث كان المناخ معتدلا، وسببا فى جذب السيّاح إلى مصر، فسيكون الصيف شديد الحرارة، والشتاء متقلبا من شديد البرودة إلى شديد الحرارة، إلى وجود عواصف ورعد وبرق وغيرها.

هذا المناخ كان من أكثر مناخات العالم استقرارًا على مدار التاريخ، بدليل قيام معظم الحضارات حول حوض البحر المتوسط. وهذه المنطقة يميزها فصلان مناخيان واضحان جدًّا، فصل الشتاء البارد وفصل الصيف الحار، وكنتيجة للتغير المناخي حدثت زيادة ارتباك في النظام المناخي، وتعرضت هذه المنظومة لـ"تشوه"، فبدأت تحدث زيادة في التقلبات المناخية الحادة، وكذلك هطول كميات من الأمطار في توقيت زمني محدود، ما قد يتسبب في حدوث سيول، كما حدث في مناطق البحر الأحمر وسيناء وشمال الدلتا.

  فى 22 مايو عام 2021 زصلت درجة حرارة مصر إلى 50 درجة مئوية التى كانت أعلى درجة حرارة على سطح الأرض :-   مناخ مصر تعرض لتغيرات مؤثرة خاصة لموجات حارة طويلة جدًّا، وأحيانًا تحدث موجات شديدة الحرارة لمدة يوم أو يومين في توقيت غير طبيعي، كما حدث في 22 مايو الماضي، عندما وصلت درحة الحرارة في مصر إلى 50 درجة مئوية، وكانت تلك أعلى درجة حرارة على سطح الأرض في ذلك اليوم.

فالتغيرات المناخية في مصر: هي عبارة عن تقلبات في ظروف الضغط الجوي والتي تكون دائما وأبدا خارج المعدلات، بمعنى أنه توجد في الصيف موجات حارة أو شديدة الحرارة وبشكل متلاحق أو العكس في الشتاء عبر وجود برودة شديدة وصقيع، أو ربما توجد رياح خماسين ساخنة محملة بالرمال والأتربة، أو توجد أمطار غير اعتيادية سواء في الكمية أو المناطق التي تسقط فيها، والمظهر الأخير هو ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة تملح التربة في شمال الدلتا بالمناطق القريبة من البحر، ومنها بعض مناطق شمال بحيرة البرلس ورشيد، وغرب بورسعيد، وغرب الإسكندرية وبالقرب من بحيرة مريوط، وهذه المناطق هي الأكثر احتمالية للتعرض لخطر زيادة ملوحة التربة وبالتالي توجد مشكلات في الزراعات القائمة فيها.

•    مصر من أكثر الدول المعرضة لمخاطر تغير المناخ و  تأثيرات التغيرات المناخية الخطيرة ، على الرغم من أنها من أقل دول العالم إسهاما فى انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى عالميا، بنسبة 0.6% من اجمالى انبعاثات العالم، فالموقع الجغرافى يعد للأسف يؤهلها لأن تكون أكثر المناطق تأثرا بتغّير المناخ، فالكل يتحدث عن زيادة درجة الحرارة بمعدل يتراوح من درجة إلى درجة ونصف خلال عشرين عاما، وعليه ينتظر الجميع ذلك، لكن لا يعلم أحد أننا بدأنا بالفعل فى التأثر بهذا الارتفاع الآن، حيث سنشهد تقلبات جوية حادة غير مسبوقة فى توقيتات لم تعهد المنطقة وجودها، على سبيل المثال، نشهد موجة حارة فى فبراير وأمطارا فى مايو، وهذه التقلبات هى مظهر من مظاهر تغيّر المناخ، ولذلك فإننا حتى نصل إلى زيادة من درجة إلى درجة ونصف زيادة فى درجات الحرارة، سوف نعيش هذه التقلبات دائما، وتأثيراتها على الزراعة والماء والجو والبحر وغيرها فى كل مناحى الحياة.

•    مصر تقع في منطقة جغرافية فقيرة وهشة مناخيًّا، ماذا تعني بكلمة "هشة" أو انخفاض درجة المرونة؟  المجتمعات الريفية المصرية من أكثر المجتمعات هشاشةً ضد التغيرات المناخية، أي أنها أقل المجتمعات مرونة؛ فهناك مناطق كثيرة في الظهير الصحراوي المصري تعاني مثلًا من نقص في كمية المياه، والمرونة هنا تعني خطوات استباقية لمواجهة التغيرات، مثل تبطين القنوات والمساقي لزيادة مرونتها وتوفير المياه، والمثال الثاني هو تنوُّع الدخل في المجتمعات الريفية، ما بين إنتاج زراعي وزيادة القيمة المضافة على المنتج الزراعي بالتصنيع، والتنوع المحصولي، هذا التنوع يعني زيادة مرونة هذا المجتمع إذ لا يتجاوز المطر 100 مم إلا في المناطق الساحلية في أقصى الشريط الشمالي الضيق، أما على مستوى باقي مناطق الجمهورية فمعدلات المطر لا تُذكر. وفي جنوب مصر من الممكن أن تصل إلى صفر مم، إذًا تقع مصر في منطقة جافة، ليس فيها سوى خط رفيع غني بالمياه، لا تزيد مساحته عن 3 إلى 4% من مساحة مصر، اسمه نهر النيل والدلتا، والباقي عبارة عن صحراء، وهو النطاق الذي يتأثر أكثر بالمناخ. ويصنف مناخ مصر في الشمال على أنه مناخ بحر متوسط في معظمه، أما في الجنوب فهناك مناخ جاف وشبه جاف.

أن "تغير المناخ يهدد الإنتاج الغذائي حول العالم، بالإضافة للتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر والذى يهدد الأراضى المنخفضة حول العالم ومنها دلتا نهر النيل" في مصر وتتضمن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية نقص كميات المياه والحاجة لإعادة استخدامها أكثر من مرة، الأمر الذى يؤدى لتدهور نوعية المياه، كما أن زيادة الضغط على الموارد المائية المحدودة سيؤدى لانتشار الفقر وتراجع مستوى المعيشة، وحدد جهاز شئون البيئة، التابع لوزارة البيئة، فى تقريره حول حالة البيئة، 9 مخاطر أساسية للتغيرات المناخية تتعرض لها مصر، هى:

زيادة أو انخفاض درجة الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، حيث سجل البنك الدولى فى 2017، أن عام 2016، هو أشد الأعوام حرارة منذ بداية تسجيل درجات الحرارة، نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ارتفاع منسوب مستوى البحر وتأثيراته على المناطق الساحلية، حيث أنه من المتوقع زيادة مستوى سطح البحر 100 سنتيمتر حتى عام 2100، والذي سيؤدى إلى دخول المياه المالحة على الجوفية وتلوثها، وتملح التربة وتدهور جودة المحاصيل وفقدان الإنتاجية.

  زيادة معدلات الأحداث المناخية المتطرفة، مثل : 

•    العواصف والأعاصير المدمرة ، و موجات الحرارة والسيول. 

•    تناقص هطول الأمطار".

•    زيادة معدلات التصحر. 

•    تدهور الإنتاج الزراعى وتأثر الأمن الغذائى.

•    زيادة معدلات شح المياه، حيث تم رصد حساسية منابع النيل لتأثيرات التغيرات المناخية سيؤثر تغير المناخ على نمط الأمطار فى حوض النيل، ومعدلات البخر بالمجارى المائية، وخاصة بالأراضى الرطبة.

تدهور الصحة العامة، حيث تؤثر التغيرات المناخية بشكل مباشر على الصحة عند حدوث عواصف أو فيضانات، وارتفاع درجات الحرارة، وبشكل غير مباشر من خلال التغيرات الحيوية لمدى انتشار الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، كما  أن مصر معرضة بسبب ارتفاع درجة حرارتها الزائد عن معدلاتها الطبيعية، بانتشار أمراض النواقل الحشرية مثل: الملاريا، حمى الغدد الليمفاوية، وحمى الضنك، حمى الوادى المتصدع.

تدهور السياحة البيئية، حيث من المتوقع أن يؤدى ارتفاع مستوى سطح البحر إلى تآكل السواحل المصرية، وقد تتأثر الشعب المرجانية، وتؤدى الضغوط  البيئية إلى زيادة ابيضاضها، كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على ألوان وعمر الآثار والمنشآت التاريخية.

الحلقة القادمة: المخاطر المرتقبة على شواطئ مصر نتيجة التغير المناخي

التعليقات