أتفق مع ما جاء فى بيان المقاومة الفلسطينية بشأن مشروع الهدنة وصفقة تبادل الأسري، حيث أكد البيان أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية برئاسة نيتانياهو هو عملية «مراوغة»، وأن نيتانياهو غير جاد فى إتمام الصفقة، ويقوم بوضع المزيد من العراقيل لإفساد المفاوضات، وعدم التوصل إلى صفقة.
ترامب اعترف فى الأسبوع الماضي، وقبيل استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلى أن حماس ردت بشكل إيجابي، وأنه يتطلع إلى إنجاز الاتفاق، لكن من الواضح أنه خضع لضغوط نيتانياهو، وبدأ يتراجع هو الآخر بعد أن دغدغ نيتانياهو مشاعره، ورشحه لجائزة نوبل للسلام فى حركة استعراضية بغيضة. كل يوم يضع نيتانياهو المزيد من العقبات والعراقيل، ويخضع لابتزاز الإرهابيين بن غفير وستموتيريش، وما أن يتقدم خطوة حتى يتراجع خطوات خاضعا لابتزازهما، خشية انسحابهما من الائتلاف الحكومي، وخروجه من رئاسة الحكومة لمواجهة مصيره فى محاكمات الفساد الداخلية، وأيضا محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية بصفته مجرم حرب مطلوبا للعدالة.
نجح نيتانياهو فى توريط الرئيس الأمريكى ترامب فى حروب الشرق الأوسط، وبعد أن كان ترامب داعيا للسلام، ومطالبا بوقف الحرب فى غزة، تورط مع نيتانياهو فى الحرب على غزة، وتحولت الحرب فى عهده إلى إبادة جماعية، وتم قتل نحو 800 فلسطينى من الأطفال والنساء أثناء اصطفافهم فى طوابير المساعدات التى تحولت إلى «فخاخ» للقتل والاغتيال.
يرفض الثلاثى (نيتانياهو ـ بن غفير ـ ستموتيريش) الانسحاب من غزة، ويرفضون كذلك العودة إلى آلية توزيع المساعدات الإنسانية الأممية، ويرفضون وقفا دائما للحرب، ويطالبون بنزع سلاح حماس، أى أنهم يطلبون كل شيء، مقابل عدم الالتزام بأى شيء تمهيدا للدخول فى السيناريو الأهم بالنسبة لهم وهو تهجير الفلسطينيين وإفراغ قطاع غزة، واحتلاله بشكل فعلى ودائم.
يحدث هذا فى وقت اختفى فيه الصوت العربى الموحد الضاغط على ترامب وإدارته، من أجل وقف الحرب، مما فتح شهية نيتانياهو وحكومته الإرهابية المتطرفة لاستكمال مخططها، والاكتفاء بالمراوغة والأكاذيب بشأن الهدنة ووقف إطلاق النار.
التعليقات