سيدة بمليون رجل

سيدة بمليون رجل

عبدالمحسن سلامة

بيترا سوتر، نائبة رئيس الوزراء البلجيكى، هى سيدة بمليون رجل، خاصة بعد أن تصدت بقوة للأكاذيب الإسرائيلية، وفضحت العدوان الإسرائيلى، ولم تكتفِ بذلك، بل إنها طالبت بفرض عقوبات على إسرائيل.

أمس الأول طالبت نائبة رئيس الوزراء البلجيكى بفتح تحقيق دولى فى قصف إسرائيل المستشفيات، ومخيمات اللاجئين فى قطاع غزة فى تصريحات لها لصحيفة «نيو وسبلاد»، بحسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء التى أعادت نشر هذه التصريحات، والتى قالت فيها «حان الوقت لفرض عقوبات على إسرائيل لأنها تسقط القنابل كالمطر فى شكل غير إنسانى، كما أنها لا تهتم بالمطالب الدولية لوقف إطلاق النار»، كما طالبت بتعليق اتفاق شراكة الاتحاد الأوروبى مع إسرائيل، وحظر استيراد المنتجات القادمة من الأراضى المحتلة، وكذلك منع المستوطنين، والجنود المتورطين فى جرائم العنف ضد الفلسطينيين من دخول الاتحاد الأوروبى.

مطالب نائبة رئيس الوزراء البلجيكى عادلة، وآن الأوان لأن يستمع إليها المجتمع الدولى، ويتم توقيع عقوبات قاسية على إسرائيل حدها الأدنى حصار إسرائيل، وتقديمها إلى الجنائية الدولية، وفرض العقوبات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية عليها.

للأسف الشديد لن يحدث ذلك بسبب الرعاية الأمريكية للسفاح الإسرائيلى، فأمريكا تقوم بدور الراعى الرسمى للسفاح والذى يزوده بالسلاح، والمال، والعتاد، والمعلومات الاستخباراتية، والجنود، والخبرات العسكرية لسحق شعب أعزل، وسفك دماء الأبرياء.

أكثر من 10 آلاف فلسطينى قتلوا حتى الآن أكثر من ثلثيهم أطفال، ونساء، فى مشاهد إنسانية مروعة لم يعرف لها التاريخ الإنسانى الحديث مثيلا، ورغم ذلك لاتزال أمريكا تقوم بدور حامى حمى إسرائيل، والداعم الرئيسى لها فى جرائم القتل، وسفك دماء الأطفال، والنساء، وتقف بكل قوة لإفشال أى قرار يمكن أن يصدر من مجلس الأمن يكون ملزما لإسرائيل بوقف القتال.

دخلت الحرب شهرها الثانى، والنازيون الجدد فى إسرائيل لايزالون يواصلون أعمال القتل، والتخريب، والتدمير لقطاع غزة، والأراضى الفلسطينية المحتلة، فى ترجمة عملية لمفهوم الإبادة الجماعية لأكثر من مليونى ونصف المليون إنسان ما بين تجويع، وإذلال، وقتل، وتشريد، وإعلان صريح بوفاة الإنسانية، والضمائر الحية، والمسئولية الأخلاقية إلا قليلا.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات