تداعيات التغير المناخي الخطيرة في أفريقيا

تداعيات التغير المناخي الخطيرة في أفريقيا

د. أحمد شاهين

تداعيات التغير المناخي في عام 2022 ـ جفاف قاحل وفيضانات مغرقة وأعاصير مدمرة حرارة مفرطة وجفاف شديد يطبعان منذ 500 عام فصل الصيف في أوروبا. وفي إسبانيا توفي أكثر من 500 شخص بسبب موجة الحرارة التي تم تسجيلها والتب تجاوزت 45 درجة. وفي بريطانيا وصلت الحرارة لأول مرة لأكثر من 40 درجة. وأجزاء من القارة تعاني من الجفاف منذ أكثر من 1000 عام، والكثير من المناطق تقوم بترشيد المياه.

ارتفاع درجات الحرارة .. هل باتت ثروة البحر المتوسط في خطر؟

ترتفع درجات الحرارة منذ يوليو/ تموز الماضي في البحر المتوسط ووصلت إلى مستويات قياسية ما ألحق الضرر بالنظام المائي، فما الحلول لمواجهة ذلك خاصة مع توقع الباحثين تكرار موجات الحر القاسية في مقبل الأيام؟

تركيا الجفاف والتغيرات المناخية تغير معالم أكبر بحيرة في تركيا أدت موجة الحر التي ضربت جميع أنحاء تركيا تقريباً هذا الصيف إلى تفاقم الوضع في بحيرة وان، التي شهدت انخفاضا كبيرا في منسوب مياهها وباتت مهددة بأن تصبح أرضا قاحلة.

العراق  على صفيح "الغليان العالمي".. هل من استراتيجية للمواجهة؟

يشهد العراق وجواره موجة حر حارقة في آب (أغسطس) "اللهاب". ما التبعات الاقتصادية والاجتماعية لذلك؟ وما هي استراتيجية حكومة بغداد لمواجهة تلك التبعات والاستعداد لما لا يبدو أنه سيكون سحابة صيف عابرة؟

هل شارفت المياه الجوفية في الشرق الأوسط على النفاد؟

على وقع تعرض بلدان الشرق الأوسط للجفاف وضعف منسوب الأنهار وقلة الأمطار، تزايدت أهمية المياه الجوفية وتوسع الاعتماد عليها. لكن مع تفاقم ظاهرة تغير المناخ، هل يشكل ذلك خطرا على هذه الثروة؟

ارتفاع حرارة المحيطات ويلعب ارتفاع درجة حرارة بحار العالم التي ما زالت تمتص 90 في المئة من الحرارة الزائدة الناجمة عن النشاط البشري منذ العصر الصناعي دوراً رئيساً في هذه الظاهرة. فمنذ أبريل (نيسان)، يتطور متوسط درجة حرارة سطح البحار إلى مستويات غير مسبوقة.

ويشير "كوبرنيكوس" إلى أنه "من 31 يوليو إلى 31 أغسطس"، "تجاوزت درجات حرارة البحار كل يوم المستوى القياسي السابق المسجل في مارس 2016"، لتصل إلى مستوى رمزي غير مسبوق يبلغ 21 درجة مئوية، وهو بوضوح أعلى من كل البيانات المسجلة.

"احترار المحيطات يؤدي إلى ارتفاع حرارة الغلاف الجوي وزيادة الرطوبة، مما يؤدي إلى هطول أمطار أكثر كثافة وزيادة في الطاقة المتاحة للأعاصير المدارية". ويؤثر ارتفاع الحرارة أيضاً على التنوع البيولوجي، فهذا يعني كما تشرح "تناقص العناصر الغذائية في المحيط... وكذلك الأوكسجين" مما يهدد بقاء الحيوانات والنباتات.

إبيضاض الشعاب المرجانية وتكاثر الطحالب الضارة أو "الانهيار المحتمل لدورات التكاثر ستستمر درجات الحرارة في الارتفاع حتى نغلق صنبور الانبعاثات" الناتجة بشكل أساسي عن احتراق الفحم والنفط والغاز.

ويأتي نشر هذه البيانات والتصريحات قبل ثلاثة أشهر من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)  في دبي. ويفترض أن يعيد هذا المؤتمر، الذي يتوقع أن يشهد معركة حامية حول إنهاء استخدام الوقود الأحفوري، البشرية مرة أخرى إلى مسار اتفاق باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين، وإذا أمكن عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

هذا وضربت موجات الحر والجفاف والفيضانات والحرائق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية خلال هذه الفترة، بأحجام هائلة وغير مسبوقة في كثير من الأحيان، مع ما ترتب عن ذلك من خسائر في الأرواح وأضرار على الاقتصادات والبيئة، حيث لم يسلم من هذه الظواهر العنيفة نصف الكرة الجنوبي حين حُطم الكثير من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في منتصف الشتاء الجنوبي.   2023هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق". 

ولكن هذا الرقم القياسي ليس منيعا وثابتاً نظرا للتوقعات الموسمية وعودة ظاهرة إل نينيو المناخية في منطقة المحيط الهادئ المرادفة لمزيد من الانحباس الحراري.  "بالنظر إلى الحرارة الزائدة على سطح المحيطات، فمن المرجح أن يكون عام 2023 هو العام الأكثر سخونة الذي عرفته البشرية".

إن "الأشهر الثلاثة التي شهدناها للتو هي الأكثر سخونة منذ حوالى 120 ألف عام، أي منذ بداية تاريخ البشرية".

وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أن البشر وجميع الكائنات الحية مهددون أيضا بسبب "خلطة قاتلة" من الملوثات الكيميائية التي تغذيها الحرائق وموجات الحر الشديدة والمتكررة. 

ويأتي نشر هذه البيانات والتصريحات قبل ثلاثة أشهر من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي. 

الأمم المتحدة تشير إلى الآثار المدمرة للإنهيار المناخى :

-    2022 إنه "بعد سنوات من تجاهل تحذيرات العالم، لقد فات الآوان لتجنب الآثار الكارثية لتغير المناخ".

-    أن "الطقس سيبدأ تجاوز الظواهر المتطرفة

-     إن الأسوأ لم يأت بعد، حيث أن هذا الصيف سيكون لطيفا مقارنة بما ستشهده العقود المقبلة من ارتفاع في درجات الحرارة. 

-    وتحذر منظمات عالمية للأرصاد الجوية من أن البشر وجميع الكائنات الحية مهددون أيضا بسبب "خلطة قاتلة" من الملوثات الكيميائية التي تغذيها الحرائق المستعرة  وموجات الحر الشديدة الحارقة والمتكررة. 

1)    ارتفاع درجات الحرارة وتفاقم التدهور البيئي.

2)    ارتفاع مستويات سطح البحر وذوبان القطب الشمالي وموت الشعاب المرجانية.

3)    الظواهر الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية واحتراق الغابات.

4)    انعدام الأمن الغذائي والمائي.

5)    الاضطراب الاقتصادي والصراعات والإرهاب.

-    وتعزو المنظمة تفاقم هذه الأزمة إلى "مليارات الأطنان من ثاني أكسيد الكربون التي تطلب في الغلاف الجوي كل عام نتيجة لاستخدام الفحم والنفط والغاز".

-    وتحذر بيانات سابقة للأمم المتحدة من أن 40 في المئة من سكان العالم يعيشون في مناطق معرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، خاصة من يعيشون على بعد 100 كلم من الساحل، إذ قد تجد بعض المدن نفسها قد غمرت بالمياه مما سيؤدي إلى نزوح ملايين البشر.

-    ولم يسلم من هذه الظواهر العنيفة نصف الكرة الجنوبي، حيث تحطم الكثير من الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في منتصف الشتاء الجنوبي. 

التغير المناخي: ما احتمالية ومخاطر انهيار نظام تيارات المحيط الدافئة "قريبا"؟

حذرت دراسة علمية من أن نظام تيارات المحيط الدافئة "غولف ستريم" قد ينهار بحلول عام 2025.

ومن المرجح أن يؤدي انهيار هذا النظام الذي يحدد الطقس في أوروبا الغربية ويؤدي دورا مهما في المحيط الأطلسي بسبب دفئه وحركته السريعة نسبيا، إلى انخفاض درجات الحرارة وتبعات مناخية كارثية.

ومع ذلك، يعبّر علماء مرموقون عن تحفظاتهم حول الدراسة ويقولون إنها ليست مؤكدة، ويقولون إنه ليس من المؤكد أن النظام سيتوقف عن العمل خلال هذا القرن.

وخلص أحدث تقييم أجرته اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن النظام، المعروف بنظام تيارات الدوران العرضي الأطلسي (Atlantic Meridional Overturning Circulation - AMOC)، لن ينهار بالسرعة التي أشارت إليها الدراسة.

وقال مؤلف الدراسة، البروفيسور بيتر ديتلفسن من جامعة كوبنهاغن، لبي بي سي نيوز، إن علماء آخرين حذروا من الانهيار المحتمل لهذا النظام.

وقال: "كانت هناك مخاوف من أن هذا التيار يضعف منذ أن بدأت قياساته - منذ عام 2004".

•    عواصف في شمال إيطاليا وحرائق في جنوبها بسبب موجات الحر وهذا النظام هو عبارة عن مجموعة معقدة من التيارات التي تجلب المياه الدافئة شمالا نحو القطب، حيث تبرد المياه السطحية وتصبح أكثر كثافة، ومن ثم تغرق في العمق.

ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية في ظل الاحترار العالمي، تتدفق المياه العذبة من ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند ومصادر أخرى إلى نظام AMOC. وإذا انهار النظام، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض درجات الحرارة بما يصل إلى 10 أو 15 درجة في أوروبا، وإلى ارتفاع منسوب مياه البحر في شرق الولايات المتحدة. كما قد يؤدي إلى اضطراب في الأمطار التي يعتمد عليها مليارات الأشخاص في الزراعة.

المرة الأخيرة التي توقف فيها هذا النظام وعاد بعدها للعمل، كانت خلال العصور الجليدية منذ حوالي 115 ألف إلى 12 ألف عام مضت.

واستخدمت الدراسة الجديدة التي نشرت في"Nature Communications"، بيانات درجة حرارة سطح البحر التي تعود إلى عام 1870 كوسيلة لتقييم التغير في قوة تيارات هذه النظام بمرور الوقت.

وتشير التقديرات إلى أن هذا النظام قد ينهار بين عامي 2025 و2095.

ويستند التحليل إلى افتراض استمرار ارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة بنفس الطريقة التي ارتفعت بها حتى الآن.

ولكن إذا بدأت الانبعاثات في الانخفاض، فسيكون لدى العالم المزيد من الوقت للحفاظ على درجات حرارة أقل من النقطة التي من المحتمل أن ينهار عندها AMOC.

نشرت اليوم "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" (الهيئة)، وهي المرجع الأبرز عالميا في علوم المناخ، دعوة تاريخية إلى العمل. ويستند "التقرير التوليفي" إلى عمل مئات علماء المناخ، بالإضافة إلى نتائج أساسية من تقارير الهيئة السابقة. وهي الدعوة الأوضح حتى الآن التي تطلقها الهيئة إلى اتخاذ إجراءات حكومية مناخية أكثر طموحا واستعجالا.

يؤكد التقرير أن حرارة العالم وصلت إلى مستويات قياسية، وأن الأزمة المناخية تؤثر بشكل غير متناسب على أولئك الأقل مسؤولية عنها. الجدير بالاهتمام أن التقرير يسمي أيضا المسؤولين عن الأزمة: تقاعس الحكومات عن اتخاذ إجراءات كافية لتقليص انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى تغير المناخ. وتحث الهيئة الحكومات على تقليص الانبعاثات عبر التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ووقف إزالة الغابات، وتوسيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة.

الحلقة القادمة: الوقود الأحفورى المحرك الرئيسى لأزمة المناخ

التعليقات