الحريق أمر وارد، ويحدث فى كل دول العالم، من أمريكا إلى سوريا.. لا فرق فى ذلك بين دولة وأخري، لكن المهم كيفية التعامل مع الحريق وتداعياته، وتقليل خسائره إلى أدنى حد ممكن.
سنترال رمسيس «جار» لمؤسسة الأهرام، فهو يقع على شارعى رمسيس والجلاء، حيث تقع واجهته الأمامية على شارع رمسيس، ومن هنا جاءت تسميته «سنترال رمسيس»، فى حين تقع خلفيته على شارع الجلاء الذى تقع فيه مؤسسة الأهرام، والذى يمر فيه كوبرى أكتوبر الحيوى الممتد من ميدان التحرير إلى مدينة نصر.
سنترال رمسيس ليس مجرد سنترال عادي، لكنه مبنى حيوى ضخم، يضم العديد من غرف التحكم المركزية، والكابلات، والآلياف الصناعية، وغيرها من وسائل الاتصالات الحديثة التى تتحكم فى قطاع الاتصالات والإنترنت.
من هنا كان التأثير الواضح الذى حدث فى هذا القطاع نتيجة تداعيات الحريق الذى لم تظهر تفاصيله بعد، وحجم الخسائر الناتجة عنه، ونوعية التلفيات، وهى تفاصيل تحتاج إلى بعض الوقت لكى يتم الكشف عنها بوضوح.
للأمانة فقد تحركت وسائل الدفاع المدنى بسرعة شديدة، وربما لم يستغرق وصولها عدة دقائق بعد اندلاع الحريق، لتبدأ مهامها على الفور، لكننى أعتقد أن السنترال يحتوى على مواد كثيرة قابلة للاشتعال مما أسهم فى صعوبة عملية الإطفاء بشكل سريع رغم سرعة فصل الغاز والكهرباء عن المبني.
سرعة فصل الغاز والكهرباء منعت حدوث انفجارات أو مشكلات ضخمة ناتجة عن الحريق، وعدم تأثر أى مبان أو منشآت ملاصقة لمبنى السنترال.
تبقى عدة ملاحظات مهمة لابد من وضعها فى الاعتبار، خاصة لتلك المبانى «الحساسة» مستقبلا، أبرزها مدى وجود نظام إطفاء حديث ومتطور داخل هذه المنشآت من عدمه، وإذا كان هذا النظام موجودا فهل تم تفعيله أم لا؟
الأمر الثانى ضرورة وجود بدائل متعددة لشبكات الاتصالات والإنترنت، بحيث يتم التحويل بشكل سريع ومباشر على تلك البدائل حتى لا تتأثر حركة البنوك، والمطاعم، والمتاجر، وشبكات الاتصالات.
رب ضارة نافعة، وقد يكون حريق سنترال رمسيس جرس إنذار لإعادة النظر فى كل ما يتعلق بوسائل الدفاع المدنى داخل المنشآت «الحساسة» أو حتى «غير الحساسة» لتقليل الخسائر إلى أدنى حد ممكن.
التعليقات