لم يسعدنى الحظ بزمالتها نقابياً، لكننى تعلمت منها الكثير عن بعد من حيث المثابرة، والإتقان، والهدوء، وعدم الخلط بين العمل النقابى والمهني.
أمينة شفيق نقابية عظيمة، وصحفية من طراز رفيع، وكاتبة مرموقة، تستحق أرفع جوائز الدولة التقديرية لجهودها المتراكمة وأدعو د. أحمد هنو وزير الثقافة والمهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة إلى تكريمها بما يليق بها وبخبرتها وتاريخها الصحفى والنقابى والمهنى، ودورها فى العمل العام.
هى الآن تخطو نحو عتبة التسعين عاماً ـ متعها الله بالصحة والعافية ـ ومع ذلك أصرت على الحضور والمشاركة فى إنتخابات نقابة الصحفيين الأخيرة فى إصرار يعطى النموذج والقدوة لهؤلاء العازفين الذين لم يشاركوا وبلغت نسبتهم نحو 45% من إجمالى عدد الأصوات المقيدة فى جداول النقابة.
أمينة شفيق كانت ولاتزال النموذج فى خلع الرداء الحزبى على باب نقابة الصحفيين، حيث لم تكن ابداً ممثلة لتيار، أو شلة أو جماعة ــ كما البعض للأسف الشديد ــ وإنما كانت ممثلة لجموع الصحفيين، ومتعاونة إلى أقصى درجة مع كافة التيارات لصالح جموع الصحفيين.
ربما تكون علاقتها بالمرحوم إبراهيم نافع النقابى العظيم أكبر دليل على ذلك، فهى لم تَنْحَزْ يوماً ما إلى شلة أو تيار داخل النقابة، وإنما عملت بروح المشاركة الجماعية والتركيز على مصالح الصحفيين أولاً وأخيراً بعيداً عن منطق الحكومة والمعارضة، أو منطق الشلة والتيار، وغيرها من التقسيمات التى أفسدت العمل النقابي، وادت إلى تدهوره وتراجعه.
لم تخلط أمينة شفيق بين عملها النقابي، والمهني، فهى صحفية ومهنية من طراز رفيع طوال فترة عملها بالأهرام، وهى نقابية متميزة فى النقابة، كما لمست ذلك بنفسي، وكما حكت هى عن الحوار الذى دار بينها وبين الأستاذ هيكل بعد نجاحها فى النقابة والفصل بين العمل المهنى والعمل النقابي.
لم تشارك فى الانتخابات فقط لكنها كانت دائمة الاتصال والمتابعة وقد كتبت ذلك على صفحتها فى "الفيس بوك" لتؤكد مسيرتها المتميزة بعيدا عن الرداء الحزبى فى نقابة الصحفيين وأنها نقابية متفردة، وكاتبة صحفية متميزة.
أمينة شفيق من جيل العظماء، ولاتزال حريصة على الوفاء بالتزاماتها المهنية، وكتابة مقالها الثرى بشكل منتظم فى الأهرام، لتؤكد أن فى العمل حياة، وأن الصحافة مهنة تراكم وخبرات، وأنها زهرة مشرقة فى سماء الصحافة المصرية ننهل من رحيقها الفواح، وخبراتها العظيمة.
التعليقات