السادات حيا بيننا..!

السادات حيا بيننا..!

عبدالمحسن سلامة

أرسل لى أحد الأصدقاء جزءًا من خطاب الرئيس الراحل أنور السادات أمام مجلس الشعب فى أثناء اندلاع حرب أكتوبر المجيدة وهو يندد بتصرفات الولايات المتحدة الأمريكية، وما تفعله مع إسرائيل قائلا: «لم يكفِ الولايات المتحدة أن سلاحها هو الذى مكن إسرائيل من تعطيل كل محاولات الحل السلمى لأزمة الشرق الأوسط، وإذا هى الآن تتورط فيما هو أفدح، وفيما هو أخطر فى عواقبه.. بينما نحن نقاتل العدوان، وبينما نحن نحاول إزاحة كابوسه عن أراضينا المحتلة فإذا بها تسارع الى تعويض العدوان عما خسر، وتزوده بما لم يكن لديه»، وأضاف أن «الولايات المتحدة تقيم جسرا بحريا وجويا تتدفق منه المساعدات على إسرائيل فى شكل دبابات جديدة، وطائرات جديدة، ومدافع جديدة، وصواريخ جديدة، وإلكترونيات جديدة».

وأردف: «نحن نقول لهم إن هذا لن يخيفنا، لكن عليكم وعلينا قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللا عودة أن نسأل إلى أين؟.. وإلى متى؟.. إلى أين ونحن خريطة الشرق الأوسط وليست إسرائيل.. إلى أين ومصالحكم كلها عندنا وليست فى إسرائيل؟»..

واختتم: «أيها الإخوة والأخوات لقد فكرت فى أن أرسل إلى الرئيس ريتشارد نيكسون بخطاب نحدد فيه موقفنا بوضوح ولكنى ترددت خشية إساءة التفسير، ولذلك فقد قررت توجيه رسالة مفتوحة إليه من هنا».

المتأمل لخطاب السادات يستشعر أن السادات يعيش حيا بيننا، وأن ما فعلته أمريكا مع إسرائيل سابقا تفعله الآن بكل فجاجة ودون حياء، فى حربها على غزة وتعطيل إقامة دولة فلسطين، وربما تكون تصريحات الرئيس بايدن التى أعلن فيها أنه «لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعناها» كافية لكشف الخيوط، وإزاحة الستائر عن الجزء الغاطس فى هذا الملف الشائك، والمؤامرة الكبرى فى إنشاء دولة إسرائيل فى المنطقة.

مصر تعى دورها جيدا، والرئيس عبدالفتاح السيسى أثبت أنه زعيم بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ يفهم كل خيوط القضية وما وراءها، ويتبقى الأمل فى وحدة الصف العربى، وتوحيد كلمته لإفشال المؤامرة، وتوصيل الرسالة إلى الرئيس الأمريكى الحالى (بايدن) كما فعل الرئيس السادات مع الرئيس الأمريكى الأسبق (نيكسون).

نقلا عن صحيفة الأهرام

التعليقات