أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الدعم المتواصل من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، لكلّ ما يُعزّز الاستدامة المائية على مستوى العالم، وتقدير سموه لما يبذله المجتمع العلمي من جهود بحثًا عن حلول علمية لمشكلة شحّ المياه التي تعدّ قضية أمن قومي، وأولوية وطنية ودولية مُلحّة.
جاء ذلك في كلمة سموه خلال افتتاح أعمال النسخة الخامسة من الملتقى الدولي للاستمطار الذي يقام افتراضياً تحت رعاية سموه، وألقاها نيابةً عنه سعادة الدكتور عبدالله المندوس مدير المركز الوطني للأرصاد ورئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية وقال فيها : " تُعدّ قضية الأمن المائي محورا رئيسا في اهتمام الحكومات على مستوى العالم، لاسيّما أن ندرة المياه أصبحت تؤثّر في أكثر من 40% من السكان، ووفقا لتقارير الأمم المتحدة فإنه من المرجّح أن ترتفع هذه النسبة إلى 50% بحلول عام 2030؛ ممّا يتطلّب تضافر الجهود البحثية الوطنية والإقليمية والدولية لتشجيع البحث والتطوير والاستثمار في التقنيات الجديدة، وإقامة الشراكات الفاعلة".
وأضاف سموه : " تسعى دولة الإمارات، في إطار إستراتيجيتها الوطنية للأمن المائي، إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية وحالات الطوارئ، إذ أطلقت في 2015 "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار"، الذي يهدف إلى زيادة هطول الأمطار وتعزيز إمدادات المياه العذبة داخل الدولة، إلى جانب توفير نتائج علمية قابلة للتطبيق بشكل أوسع في المناطق الجافة وشبه الجافة من العالم".
وشهد افتتاح الملتقى الدولي للاستمطار الإعلان عن انطلاق الدورة الرابعة من برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وفتح باب استقبال مقترحات المشاريع البحثية من مختلف دول العالم، حيث يقدم البرنامج منحة تصل إلى 1.5 مليون دولار لكل مقترح بحثي فائز، توزع على مدى ثلاثة أعوام بواقع 550 ألف دولار أمريكي سنويا.
من جانبه قال سعادة الدكتور عبدالله المندوس : " إن تنظيم الملتقى الدولي للاستمطار هذا العام بنسخته الافتراضية الأولى يأتي في وقتٍ يشهد خلاله العالم انتشار جائحة تركت آثارها على مختلف مناحي الحياة، وكان لها تأثيرٌ كبير على قضية الأمن المائي، إذ شهد الطلب على المياه ارتفاعا مضطردا منذ بدء تلك الجائحة، تزامنا مع نقصٍ في موارد المياه العذبة يهدد قرابة نصف سكان العالم".
وأضاف: " انطلاقاً من دورها الريادي في معالجة القضايا العالمية، لا سيما ذات الأثر المباشر على حياة الناس، حرصت دولة الإمارات، وبفضل الرؤى الاستباقية لقيادتها الرشيدة، على المشاركة بشكلٍ فاعل لإيجاد حلول عملية بهدف مواجهة نقص الموارد الطبيعية للمياه، وقد جاء إطلاق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار عام 2015، برعاية كريمة من قبل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتحت إدارة وإشراف المركز الوطني للأرصاد، ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن المائي محليا وإقليميا وعالميا.
وفي كلمتها خلال الملتقى، أفادت علياء المزروعي مدير برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار بأنه "ضمن الدور المحوري لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، قمنا بالإعلان عن انطلاق دورته الرابعة وبدء استقبال مقترحات المشاريع المبتكرة في مجال الاستمطار من مختلف دول العالم، ونتطلع قدماً لتلقي أفكار علمية ضمن المجالات البحثية المستهدفة لهذه الدورة والتي تم تحديدها من قبل خبراء وعلماء دوليين مما سيتيح آفاقا جديدة لتطوير المعرفة في علوم الاستمطار، كما تقرر عقد الملتقى كل عامين بحيث تقام النسخة السادسة في يناير 2023".
وتمتد فترة استقبال المقترحات البحثية الأولية للدورة الرابعة لبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار من 24 يناير إلى 18 مارس 2021، ويمكن للراغبين بالمشاركة من مختلف المؤسسات والهيئات الأكاديمية والمراكز البحثية وغيرها من الجهات ذات العلاقة تقديم مقترحات مشاريعهم البحثية عبر الرابط https://apply.uaerep.ae ، وذلك ضمن المجالات البحثية التالية: تحسين النمذجة العددية والتنبؤ بالطقس" باستخدام الذكاء الاصطناعي والنماذج العددية، و"تقييم فعالية عمليات الاستمطار" من خلال الاستخدام الفعال لغرف المحاكاة والطرق الإحصائية العشوائية، و"الابتكار في أنظمة الاستمطار" من خلال دمج أدوات القياس والأدوات العددية الجديدة والاستفادة من نماذج الاستمطار المبتكرة.
وتم خلال افتتاح الملتقى كذلك عرض فيديوهات قدمت للحضور لمحة تعريفية حول أهمية الملتقى الدولي للاستمطار وبرنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، إلى جانب استعراض المشاريع المبتكرة الحاصلة على منحة البرنامج، والجدول الزمني الخاص بالدورة الرابعة من البرنامج وآلية التقديم ومراحل التقييم التي تمر بها المقترحات البحثية.
التعليقات