لجنة لإعادة تسعير الغاز الصناعي بمصر.. وخبراء: يجب خفض أسعار الطاقة وربطه بالأسعار العالمية

كشف هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، عن تشكيل لجنة بتكليف من دولة رئيس مجلس الوزراء المصري، للنظر في تسعير الطاقة بأنواعها ما بين كهرباء وغاز، ومن المقرر عقد اجتماعها الأول خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفي السياق ذاته، أكد شريف عفيفي، رئيس شعبة السيراميك باتحاد الصناعات، أن الفترة المقبلة تحتاج إلى إعادة النظر فى عملية تسعير الطاقة عامة، والغاز بشكل خاص على المصانع كثيفة الاستهلاك، خاصة أن الطاقة تعتبر عنر اساسى من عناصر الإنتاج فى قطاع السيراميك، لافتًا إلى أنه يجب أن يتم تحديد سعر الغاز عند 3.5 دولار على أقصى تقدير، حتى تستطيع الصناعه المنافسة خارجيًا ومحليًا.

اتفق معه رفيق الضو، رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة السويس للصلب، موضحًا أن مصانع الحديد المتكاملة تقدمت بخطاب لوزارة البترول فى وقت سابق تطالب بضرورة اتخاذ قرار بخفض سعر الغاز ليصل إلى 3.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، لافتًا إلى أن الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة تعاني من ارتفاع التكلفة الإنتاجية بسبب عنصر الطاقة الذي يعتبر أساسيًا ضمن مستلزمات الإنتاج.

كما أكد طارق الجيوشي، عضو غرفة الصناعات المعدنية أن خفض سعر الطاقة سيكون له مردود إيجابى، ويعتبر نوعًا من أنواع الدعم للصناعة المصرية، وهو ما ينمحها قدرة تنافسية في الأسواق التصديرية، اسواة بالدول الخارجية التى تمنح صناعتها دعما تنافسيًا للتصدير، مشيرًا إلى أن الصناعة المصرية تواجه منافسة غير عادلة في ظل ارتفاع التكاليف الإنتاجية، مشيرًا إلى أن عنصر الطاقة يعد صاحب النسبة الأكبر في حساب التكلفة في أي عملية إنتاجية.

وقال النائب السيد حجازى، عضو لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان إن تخفيض أسعار المنتجات البترولية للمصانع، أصبح أمر حتمي خلال الفترة الحالية، خاصة فى ظل تحكم الاقتصاد العالمي فى أسعار البترول ، مؤكدًا أن انخفاض أسعار الغاز سيكون له تأثير فى انخفاض أسعار السلع، وهو ما حدث بعد التسعيرة التي تمت في أكتوبر الماضي.

وأكد محمد السويدي، رئيس اتحاد الصناعات أن قرار مجلس الوزراء بشأن مراجعة تسعير الغاز للأنشطة الصناعية يمثل خطوة مهمة لزيادة تنافسية بعض الصناعات كثيفة العمالة وزيادة قدرتها التصديرية ومساهمتها في إجمالي الناتج القومي والتصدير وخلق فرص العمل، مشيرًا إلى أن هذا القرار يجسد حرص الحكومة على تشجيعها للصناعة والاستثمار وزيادة القدرة التنافسية للصناعة الوطنية.

وقال النائب سمير البطيخي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، ان تخفيض أسعار الغاز للمصانع مطلب واقعي، سواء المصانع الخاصة أو قطاع الأعمال أو القطاع العام، مشيرًا إلى أن تلك المصانع تعاني بشدة من ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء أيضًا، ويجب على الحكومة أن تعيد تقييم أسعار الطاقة مجددًا.

وقال محمد حنفي المدير التنفيذي بغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن أسعار الغاز الحالية للمصانع عند مستويات 5.5 دولار/ مليون وحدة حرارية لازلت تمثل ارتفاعا في التكلفة الإنتاجية وتقف عائقا أمام الصناعات الوطنية بشكل عام وكذا أسعار الكهرباء.

وأوضح المدير التنفيذي بغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، أن الغرفة قدمت دراسة للجنة إعادة تسعير الطاقة كشفت عن تباين أسعار الغاز للمصانع في دول عديدة بين مستويات 3.2 دولار حتى 3.6 دولار لكل مليون وحدة حرارية.

وطالب حسن السيد، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، بضرورة خفض أسعار الغاز للمصانع لإنقاذ المصانع من الإفلاس، فضلًا عن تراجع أسعار المنتجات مما ينعكس بالإيجاب على سوق العقارات في تخفيض سعر الوحدات السكنية.

وقال حسن السيد، أن الفترة الماضية قامت الدولة بخفض أسعار الغاز للمصانع وذلك كان له مردوده الايجابي على تراجع أسعار الحديد والأسمنت وغيره من الصناعات الاخري، ولابد أن تقوم الحكومة باعادة النظر مرة أخرى في تخفيض أسعار الغاز للمصانع وللمواطنين بعد تراجعه عالميًا.

وقال سمير رؤوف الخبير الاقتصادي، إن المصانع عانت بشكل كبير خلال المراحل الماضية خاصة بعد تعويم الجنيه وارتفاع اسعار الدولار ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز حيث شهدت أسعار الغاز فى مصر ارتفاعًا كبيرًا خلال الثلاث سنوات الماضية.

وطالب الخبير الاقتصادي، بالتمييز بين استخدام الغاز كوقود، واستخدامه كمدخل إنتاجي أساسي فى الصناعات كثيفة الاستخدام للغاز، مشيرًا إلى ضرورة خفض سعر الغاز كمدخل إنتاجى إلى 4 دولارات، حيث أن متوسط سعر الغاز الطبيعى لصناعة الصلب في الدول المنافسة لمصر لا يتجاوز فى المتوسط 2.3 دولار للمليون وحدة حرارية مثل تركيا و الصين واوكارنيا وخاصة في صناعة الأسمنت والحديد.

وطالب المهندس عاطف عبدالمنعم، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية بغرفة الصناعات الهندسية في اتحاد الصناعات، بضرورة ربط سعر توريد الغاز الطبيعي للمصانع بالأسعار العالمية ومقارنتها بأسعار التوريد للدول الأجنبية.

وأشار رئيس شعبة الأدوات الكهربائية إلى أهمية مقارنة سعر الطاقة في التكلفة الإنتاجية للدول المنافسة بأسعار الطاقة للصناعة المحلية لمنح الصناعة المحلية ميزة تنافسية وقدرة على المنافسة الخارجية. وكشفت جمعية مستثمرى بدر، أن أسعار الطاقة بأنواعها ما بين "الغاز و الكهرباء " تعد عنصرًا مؤثرًا فى تنافسية بعض الصناعات المصرية فى الأسواق الخارجية وعامل مهم فى تكاليف المنتج المحلي.

بينما قال المهندس بهاء العادلى رئيس جمعية مستثمرى بدر: "إن أسعار الغاز تمثل نحو 25% من تكلفة انتاج بعض الصناعات التصديرية الهامة مثل الأسمنت والسيراميك، فضلا عن اسعار الكهرباء قطاعات صناعية اخرى تمثل فيها العنصر الثالث فى عناصر التكاليف بعد العمالة و المواد الخام لذا اتجاه الحكومة نحو إعادة تسعير الطاقة خطوة ايجابية 100% وتدعم الصناعة الوطنية سواء الموجه للتصدير او للسوق المحلى".

وطالبت جمعية مستثمرى السادس من أكتوبر بضرورة اعادة النظر فى مديونيات القطاع الصناعى لشركات الغاز والكهرباء خاصة فى ظل التباطؤ الذى يشهده الاقتصاد العالمي، حسب ما ذكره محمود برعى، عضو مجلس ادارة جمعية مستثمرى السادس من اكتوبر قائلًا: تباطؤ الاقتصاد العالمي أثر على الاقتصاد المصري نظرًا لارتباط بينهما، وهناك بعض المصانع عليها مديونيات لصالح شركات الغاز و الكهرباء وغير قادرة على السداد، ومع المطلبات بسداد تلك المديونيات يتم سحب السيولة من المشروع الصناعي، وبالتالي تدهور حالة المصانع ثم إغلاقها مصنعًا تلو الآخر، و تسريح العمالة وزيادة معدلات البطالة، التى تمثل قنبلة موقوتة مرشحة للانفجار فى اى لحظة، مطالبًا الحكومة بضرورة إعادة النظر فى مديونيات المصانع، واعطائهم فترات سماح أطول مع تسيهلات فى الدفع تجنبًا لشبح الإغلاق.

التعليقات