لحظات تنوير!

لحظات تنوير!

عادل أديب

المعادلة الصعبة.. والمريره!

تغيرت معاني ومفردات الكلمات! لم تعد معانيها كما هي في هذا الزمان بل واختلف معناها من مكان إلى آخر.. بل ومن شخص إلى آخر، لذا وجب علينا محاولة العودة لفهم أصول الكلمات، أصول الأشياء، لتصبح الكلمات من جديد "لحظات.. تنوير" ما معنى كلمة نعم! لا تتعجب.. على مشارف 2020 أسال هذا السؤال!! أسأله.. وأنا على يقين أن الإجابة لم تتغير بتغير الزمان، ولا المكان! ولكن ربما اردت إعادة النظر في كل تلك التعريفات والبديهيات من جديد، وتلك كانت أحد أسباب اقدامي على كتابة تلك السلسلة من المقالات، هذا إن جاز أن اسميها بهذا الاسم. فلقد وجب إعادة التعريف بالبديهيات من جديد، حيث أن مفردات الكلمات لم تعد موحدة في عالمنا هذا، فالمعنى أصبح من خلال مفهوم وبيئة المتلقي فقط، المعنى لم يعد متداولا، بل في معظم الأحيان فقد معناه الأصلي.. والحقيقى!  

الثقافة هي نتاج العلوم والآداب والفنون

بدون ثقافة.. لا توجد حضارة.. وبدون حضارة يا سادة.. لا يوجد تاريخ !! ولذا فإن دولة بدون ثقافة.. هي دولة بدون تاريخ! ومن هذا المنطلق كانت فكرتي العامة لموضوع المقالات.. فكرتي لإعادة التعريف بالأشياء.. بل وربما.. للتفكير! المعادلة التي فسرتها وذكرتها الآن قد تحتاج عمرا كاملا للتأمل والتفسير والتحليل.. وهي بالنسبة لي قضية عصرنا الذي نحياه في عالمنا الغربي والشرقى! هي الكارثة التي أودت بنا إلى ما نحن فيه كعالم واحد! هي مصيبة ما يعرف بضياع الهوية! فمن لا ثقافة له.. لا حضارة له.. لا تاريخ له ومن المؤكد.. أنه لا هوية له!! "ولاتظن أن علامات التقدم والتفوق الحالي هي علامات للثقافة أو الحضارة أو التاريخ! وذلك أن الغرض منها ليس غرضا إنسانيا وإنما هو غرضا يعمه الصراع على القوة والتحكم والهيمنة.. مما سيؤدي إلى دمار العالم!" ولنا في ذلك مقالا كاملا سيأتي في حينه. وننتقل بسرعة إلى علاقة ذلك بمجالي الأساسي وهو الفن الدرامي، وباختصار وبتشبيه سهل – قد يكون مبتذلا أو مضحكا- ارتكز هنا إلى مثال عن طبق السلطة.. أو طبق الفواكة المتعددة! لو اعطيتك مكونات هذا الطبق وطلبت منك تقديم هذا الطبق لكان من السهل عليك تقديمه وبأسلوبك وبطريقتك وبنكهتك فالمكونات موجودة وواضحة ولكن لو طلبت نفس الطبق والمكونات ليست موجودة! هل ستطيع تقديم هذا الطبق؟ بالطبع لا ولذا فأن طبق السلطة هو العمل الدرامي (مسرحي، إذاعي، تليفزيوني، أو سنيمائي) ومكوناته هي كل الفنون المتعارف عليها "الشعر، الآدب والرواية، الموسيقى، الفن التشكيلي، الغناء، الآدب المقارن، النقد،السيرك، و ... الخ" ولذا لن يتواجد الفن الدرامي في حال نقصان أي من كل تلك الفنون!

ومن هنا أتحدث

الجميع يطالب بفن درامي، على مستوى يليق بالمتفرج وتنوع ذوقه وامزجته ولكن هل سأل أحدكم أين هي مكونات هذا الفن الجامع والشامل من الأساس؟! وما هي فائدتها في مقامها الأول للإنسان؟ هل هي تجارة.. شهرة.. ثراء.. غسيل للمخ.. لهو ؟! أم هي ارتقاء للروح والعقل؟! ولذا وجدت نفسي مدفوعا لإعادة محاولة شرح أصول تلك اللعبة الكبيرة والخطيرة.. وأخذت على عاتقي.. أن أحاول فتح افاق لعقل قارىء بسطوري تلك اليائسة ولكن المحفوفة بالأمل.. أحاول بها فتح افاق الخيال والتحليق في عالم يحتاج إلى نظرة فلسفية.. وربما نظرة جدلية.. تفسيرية أو تحليلية بمنظور مختلف.. منظور أبسط لإعمال العقل.. يااااااااااااااااااه ... اشتقنا إلى هذه الكلمة منذ زمن طويل.. إعمال.. العقل!                                                                             ... وللحديث بقية ...

التعليقات