الكنَّاس المحترم..

عندما نتحدث عن قصة الكناس المحترم، نجد أنفسنا أمام مجموعة قيم تربوية في حاجة ؛لتعزيزها في هذا الوقت بالذات؛ نظراً لتغير سمات المجتمع وآلية الحياة.

أولها: اللقاء الأسبوعي في بيت العائلة؛ حيث الحب والمودة والرحمة وصلة الرحم؛ وخبرة السنين التي تنقلها الجد والجدة .

القيمة الثانية: محاسبة النفس وتعزيز ثقافة الاعتذار وإصلاح الخطأ.

القيمة الثالثة: الأمانة ؛ وتبدو واضحة من خلال تصرف "عامر" عندما وجد الشنطة وانتظاره صاحبها ثلاث أيام ؛ ونيته تسليمها للشرطة بعد ذلك.

موقف المارة وتعليقهم أن "عامر" رجل أمين سيفوز بسعادة الدنيا والآخرة .

نتيجة التصرف الأمين لـ"عامر" والمتمثل في:

ترشيحه للقيام بالعمل في حديقة منزله. 

القيمة الرابعة: تنظيم الوقت والمحافظة عليه ؛ وهو ما كان سببا في إتقان "عامر" لعمله وإخلاصه فيه ، وتوفيقه بين رعايته لأسرته وعمله .

القيمة الخامسة: أهمية المحافظة على نظافة المكان ،وعدم إلقاء الأوراق أو بقايا الطعام أو السجائر في الطريق ؛لأن في عكس ذلك تشجيع المهمل على إهماله وإحباط النشيط ؛لأنه يشعر حينها بعدم جدوى عمله .

وفي الختام: بلورت الكاتبة القيم الهامة في نهاية القصة بسؤال الأطفال (عندما أرادت الاطمئنان على وصول كل القيم إلى الأحفاد من خلال أحداث القصة)

وفقت الكاتبة في اختيار الأسماء ؛ فـ"عامر" و"هامل" كلاهما يعملان بتنظيف شوارع المدينة ؛ إنما يختلفان في أسلوب تأدية هذا العمل ؛ فعامر : نشيط يؤدي

عمله بإتقان متوكلا على الله ، يرضي الله في عمله ، يحاسب نفسه قبل أن يحاسبه أحد ؛ وبه وبأمثاله سيكون هذا الكون عامرا ؛ ومن هنا أبرزت الكاتبة دور الضمير والصلة بين العبد وربه ؛ عملا بقوله تعالى "  وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " . أما "هامل" : فنرى من خلاله الصورة السلبية للإنسان الذي يتخذ من عمله وسيلة ؛لاستجداء الناس وسؤالهم .

استخدمت الكاتبة التقابل بين السلب والإيجاب ؛لإبراز الصفات المحمودة . فعندما سأل ""هامل" "عامر" عن سر سعادته وحب الناس له ؛؟ أجابه "عامر" : أتقنت عملي وراعيت ضميري ؛فأحبني الله ، ومن يحبه الله يحبه الناس ، وأعدت النقود لصاحبها ؛فأحبني الجميع " .

أبرزت الكاتبة من خلال السياق القصصي أهمية برامج التوعية ؛لنشر السلوكيات المرغوب فيها ، كالحث على الالتزام بنظافة المكان .

أدركت الكاتبة مدى احتياج المجتمع في الوقت الحاضر لغرس مفهوم الضمير في نفوس النشء ؛ فوظفت القصة كوسيلة تعليمية وفن راق محبب لخيال الطفل ؛لتوصيل ما شاءت من قيم مفقودة .

فشكرا لها ...... وفي انتظار المزيد

غادة التهامي

كاتبة مصرية

التعليقات