اليوم العالمي لكفاح النساء

اليوم العالمي للمرأة يهل علينا في الثامن من مارس من كل عام ، ويحتفل العالم بشعارات براقة من شأنها أن تنصف المرأة وتضعها في مكانتها اللائقة ،ولكن يدور في ذهني عدة تساؤلات حول أية امرأة نحتفل، هل نحتفل بالمرأة المعيلة فنكن لها عونا ؟ أم بالمرأة المقهورة فنكن لها ظهرا وسندا ؟ والإجابة التي أراها أن نخصص الاحتفال هذا العام بكل النساء المكافحات ؟

النساء المكافحات:

هناك فئات عدة من النساء حق لهن أن يوضعن تحت بند النساء المكافحات، فمنهن اللاتي يخرجن فجرا يحملن على ظهورهن هموم أسر يعيلهن، واللاتي يعملن ولا يجدن أخر الشهر من راتبهن ما يحفظ ماء وجوهن داخل المجتمع ؛لأنهن يعملن ولا يبخلن بكل ما يملكن ؛من أجل أبنائهن ،وكذلك من تسهر الليالي لتنجز أعمالها المنزلية والتي لا يعترف بها المجتمع أو الدولة ، وكذلك النساء اللاتي يعشن تحت خط النيران ما بين نيران صديقة ونيران الأعداء ؛ليس من أجل البقاء فقط ،ولكن من أجل زرع الأمل في نفوس أبنائهن بأن الوطن باق والحياة الكريمة في طريقها إليهم ،ومن هؤلاء النساء المكافحات أيضا من يخضن كل يوم معركة إثبات أنهن جديرات وشريفات ،رغم انفصالهن عن أزواجهن ؛ إلى كل هؤلاء النسوة ننحني احتراما وتكريما ،.

تحية حب وتقدير:

تحية حب وتقدير إلى كل النساء الثكلى بقلوب محترقة على فراق الأحباب ،ولم يتوقف كفاحهن يوما عن إكمال مسيرة حياتهن ؛لأنهن يؤمن أنهن لا يعشن لأنفسهن، تحية إجلال إلى كل النساء اللاتي تطالبن بحقوقهن ولا يصيبهن الإحباط واليأس، وتصارعن القوانين والسلطة ؛من أجل التمسك بحقوقهن ،تحية توقير إلى كل من تخرج إلى عملها ؛ لتؤكد مساواتها وأنها جديرة بمكانتها، تحية فخر وتعظيم إلى كل من تبذل قصارى جهدها لتعليم أبنائها ،أملا في مستقبل أفضل لهم ،تحية عرفان بالجميل إلى كل النساء اللاتي يجعلن أنفسهن شموعا تضاء وتحترق من أجل الآخرين.

كل هؤلاء النساء وغيرهن ممن يجدن صعوبة ويواجهن عقبات في هذه الحياة ؛فهن نساء مكافحات وحق لهن أن يكن بطلات هذا العام ، فتعالوا لنقدم لهن التحية طوال هذا الشهر ،ولنجعله شهر تكريم لهن ،وعلى المجتمع أن يقدم لهن ولو زهرة ؛تقديرا وتشجيعا واحتراما لما يبذلن من جهود مضنية ومخلصة .

وفي ختام مقولتي ،أطالب أهل النهى بأن يفتحوا الأسماع والأذهان ؛ليسمعوا شكاوى النساء التي تعبر عن مدى القهر والظلم والتمييز ؛لعلنا نقف على حلول جذرية من شأنها أن تجعل حياتهن أكثر كرامة وتقديرا ، بدل أن نعيش في مجتمع مزيف يهتم بالشكل على حساب الحقيقة القابعة خلف جدران مغلقة.

ليس اليوم العالمي للمرأة ، بل اليوم العالمي لكفاح النساء