الزبيب والصلصة

الزبيب والصلصة

عبدالمحسن سلامة

لا أدرى مبررا واقعيا للهجوم على الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية والنقل لمجرد إعلانه عن إنشاء مصنع جديد للزبيب.

للأسف الشديد هناك من يشارك فى الهجوم لمجرد ركوب الموجة، وهناك كتائب إلكترونية تتعمد التشويه، والبعض تنقصهم المعلومات الميدانية، ويكتفون بالسماع دون معرفة كل التفاصيل.

أولا: إنشاء مصانع للزبيب لايعنى أن تكون بديلاً لمصانع الحديد والصلب أو الملابس أو السيارات أو غيرها من الصناعات الإستراتيجية.

ثانيا: الحقيقة التى لايعرفها هؤلاء أن هناك مشاكل ضخمة يعانيها المزارعون فى كثير من المواسم بسبب انهيار اسعار المحاصيل ومن هنا يجب تشجيع التصنيع الزراعى القائم على المحاصيل الزراعية لامتصاص فائض الإنتاج، وأيضاً المساعدة فى زيادة الصادرات بما يحقق أفضل عائد للمزارع والمواطن والدولة معاً.

ثالثا: على سبيل المثال لا الحصر المزارعون يصرخون هذه الأيام بسبب زيادة إنتاج محصول الطماطم مما أدى إلى انخفاض سعرها بشكل جنونى لايتماشى مع تكلفة الإنتاج على الإطلاق، ولو أن هناك مصانع «صلصة» كافية، لامتصت تلك الزيادات الهائلة فى محصول الطماطم، وتحويلها إلى «صلصة»، ومنتجات صناعية ذات صلة، ولكان ذلك كفيلا بتحقيق استقرار سعري، وضمان عائد معقول للمزارعين، وتعظيما للقيمة المضافة.

رابعا: انهيار أسعار المحاصيل الزراعية يؤدى إلى هروب المزارعين وعدم زراعتهم لتلك المحاصيل الخاسرة فى المواسم التالية، مما يؤدى إلى ارتفاع رهيب فى الأسعار.

لكل ذلك وغيره تأتى أهمية الاهتمام بالصناعات التى تقوم على الإنتاج الزراعى مثل الصلصة، والزبيب، والبطاطس وتجفيف الفواكه، وغيرهما من تلك الصناعات الزراعية الحيوية التى تقوم بامتصاص فائض تلك المنتجات، وتسهم فى تعظيم القيمة المضافة منها، وتلبية احتياجات السوق المحلى وزيادة الصادرات وتوفير العملة الصعبة.

حق النقد طبيعى ومطلوب، ومناقشة كل الأفكار والآراء بموضوعية وهدوء تسهم فى تحقيق الأفضل دائما، لكن أن يتحول ذلك إلى «التصيد»، وتسفيه كل فكرة أو رأي، فهذا هو الخطر بعينه والضار جداً فى كل الأحوال.

نحتاج إلى المصانع القائمة على تصنيع المنتجات الزراعية كما نحتاج فى الوقت نفسه إلى مصانع للسلع الاستراتيجية، والصناعات الثقيلة دون تعارض بين هذا وذاك.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات