عاملة المطعم!

عاملة المطعم!

عبدالمحسن سلامة

لأنني أعشق الكفاح والاجتهاد، وأدعم كل المكافحين والمجتهدين، فقد توقفت طويلا أمام قصة الطالبة جودي حفني، الحاصلة علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في التعليم الفني بمحافظة الإسكندرية، التي تلقت خبر نجاحها وحصولها علي المركز الأول فى أثناء عملها في أحد مطاعم الإسكندرية خلال الإجازة الصيفية.

جودي بكت من شدة الفرح، وحكت قصتها التي نشرتها الزميلة عفاف المعداوي في صحيفة الأخبار قائلة إنها تعمل دائما خلال الاجازة الصيفية، وأن العمل منحها خبرة تطبيقية، وأنها ناجحة في العمل كما الدراسة تماما، حيث تمت ترقيتها خلال شهر واحد إلي «كابتن شيف» في المطعم الذي تعمل فيه، مؤكدة حرصها علي استكمال دراستها ومشوارها العلمي في التعليم الجامعي.

جودي نموذج مشرف للطلبة والطالبات، وهي بمنزلة طاقة أمل ايجابية للآخرين القادرين علي قهر الظروف، وعدم التعلل بالظروف المادية والمعيشية.

المتفوقون والمتفوقات في التعليم الفني خصوصا يؤكدون القدرة علي قهر المستحيل، فليس معني التحاقهم بالتعليم الفني هو نهاية المطاف، أو عدم القدرة علي استكمال تعليمهم الجامعي، بل علي العكس ربما يكون التعليم الفني هو بداية مشوار التفوق العلمي والعملي، لأنه بطبيعة الحال فإن الدراسة في التعليم الفني تكون بمنزلة بداية التخصص العلمي، تمهيدا للالتحاق بالكلية المتخصصة (هندسة، زراعة، تجارة، .... إلخ) التي تناسب الدبلوم الفني.

أعتقد أن المتفوق في الدبلوم الفني المتخصص يكون أكثر قدرة علي التفوق في الكلية التي اختارها، وبالتالي تستمر مسيرة تفوقه العلمي والعملي.

هناك الآلاف مثل جودي من الطلبة والطالبات المجتهدين والمكافحين، والمثابرين، والذين لديهم عزيمة لا تلين في التفوق، وقهر الظروف المعيشية، ولا يكتفون بلعن الظروف، وإنما يعملون بكل جد علي تغيير هذه الظروف بالعمل، والاجتهاد والتفوق، ليتحول الحلم إلي حقيقة، ويتأكد أنه لا مستحيل، وأن المستحيل فقط هو عدم الإرادة، وعدم القدرة، وقبل ذلك وبعده عدم الرغبة في النجاح والتفوق.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات