«تقطيع» عمرو موسى

«تقطيع» عمرو موسى

عبدالمحسن سلامة

بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع تصريحات عمرو موسى وزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، فلا يجوز أبدا الهجوم الشرس عليه و«تقطيعه» إذا جاز التعبير لمجرد الاتفاق أو الاختلاف مع وجهة نظر عمرو موسى.

للأسف الشديد هناك البعض ممن يطالب بالحرية والديمقراطية، وحرية التعبير، لكنه يطالب بها لنفسه فقط، وفى أول محطة يرفض حرية الآخرين، لأنه يطالب بها لنفسه فقط، ويمنعها عن الآخرين.

هذا ما حدث مع عمرو موسى لمجرد أنه أبدى اختلافه مع بعض آراء ومواقف الزعيم جمال عبدالناصر فى حواره المنشور فى صحيفة الشرق الأوسط.

خرجت أصوات تنتقد بعض تفاصيل الحوار، وهذا حقها، ولابد من احترامها. أما أن يخرج النقد إلى «تقطيع» عمرو موسى، ومحاولة التشكيك فى عروبته ووطنيته، فهذا هو «الإفك المبين»، والمدرسة التى ترى فى نفسها أنها فقط صاحبة الوطنية، والاختلاف معها يعنى التكفير بالوطنية والعروبة.

هناك من يرون أن الديمقراطية مجرد سلم يتم استخدامه فى الصعود إلى الهدف فقط ثم يتم إلقاؤه فى أقرب نقطة حتى لا يتم استخدامه مرة أخرى.

قد نتفق أو نختلف مع عمرو موسى ومواقفه وبعض آرائه، لكنه يظل وزير الخارجية المميز، والأمين العام لجامعة الدول العربية الأكثر تميزا.

عمرو موسى خبرة طويلة تدرج فى معظم مناصب وزارة الخارجية، وكان مندوبا لمصر لدى الأمم المتحدة، وتولى منصب وزير الخارجية لنحو 10 سنوات منذ عام 1991 حتى 2001، ثم تم انتخابه كأمين عام لجامعة الدول العربية لنحو 10 سنوات من 2001 حتى عام 2011.

شخصية عظيمة وصاحب خبرة طويلة وممتدة فى مختلف المجالات الدبلوماسية والسياسية، لكنه بشر يخطئ ويصيب، وفى كل الأحوال يمكن انتقاده والاتفاق والاختلاف معه، لكن بعيدا عن تلك الممارسات الفجة والتشويه المتعمد والإرهاب الفكرى المنظم من هذا الفصيل أو ذاك.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات