سائق «الميكروباص»!

سائق «الميكروباص»!

عبدالمحسن سلامة

لو كان لدينا عدد كاف من السائقين، وأصحاب المحلات، والمطاعم والكافيهات مثل سائق الميكروباص محمد كمال ابن قرية سنتريس بمحافظة المنوفية لتضاعف أعداد السائحين إلى أرقام ضخمة، لتصل إلى ما تستحقه مصر بامكاناتها السياحية الهائلة والمتنوعة من آثار وشواطئ وثقافة وفنون وتاريخ إسلامى وقبطى، وغيرها من العوامل التى نادراً ما تجتمع فى دولة واحدة.

سائق الميكروباص الأمين، الذى نشرت قصته صحيفة «المصرى اليوم» فى عددها الصادر يوم الاثنين الماضى فى صفحتها الثالثة تحول إلى قصة ملهمة يتناقلها الملايين على مواقع التواصل الاجتماعى بعد موقف بسيط لكنه للأسف «مش عادى» بالنسبة للكثيرين.

المشهد كما رصدته «المصرى اليوم» بدأ حينما كان محمد كمال يقف إلى جوار سيارته الميكروباص وتقدم إليه سائح أجنبى ليركب معه وسأله عن قيمة الأجرة.

بعفوية شديدة رد السائق بأن قيمة الأجرة 7 جنيهات، وهو سعر الرحلة المعتاد، لكن بعض الحاضرين اقترح على السائق زيادة الأجرة لتصل إلى 50 جنيهاً على الأقل لأنه سائح.

رفض محمد كمال ذلك قائلاً «الأجرة 7 جنيهات مثل أى راكب آخر».

لم يكن محمد يعرف أن السائح هو البلوجر الأمريكى الشهير مستر شنايدر، وأنه يقوم بتصوير الموقف بكامله، لكن البلوجر الشهير نشر القصة لتتحول إلى قصة شهيرة عن شهامة وأمانة المصريين.

ذكرتنى تلك القصة بما يحدث فى الدول الأوروبية، والأمريكية وغيرها من دول العالم المتقدم التى لايعرف الفرق بين المواطن أو الضيف، وقد لمست ذلك بنفسى فى ألمانيا حينما اضطرتنى الظروف إلى ركوب التاكسى فى برلين أثناء الذهاب إلى أحد الأماكن هناك.

تعامل السائق معى بالعداد دون زيادة، وهكذا رأيت فى إنجلترا ونيويورك، والدول الأخرى.

للأسف الشديد هناك من يتعامل مع السائح على أنه فريسة، مما يؤدى إلى تصدير صورة خاطئة تماماً عن مصر والمصريين، ويؤدى فى النهاية إلى نفور السائحين، والخروج بانطباعات خاطئة تحول دون تكرار زيارتهم لمصر.

أتمنى تكريم محمد كمال ولو بشكل رمزى من وزارة السياحة، ليكون ذلك دافعاً قوياً للآخرين بعيداً عن سياسة «نهش الفريسة» التى يتبعها البعض مع السائحين.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات