عدو أخطر من الكوليرا

عدو أخطر من الكوليرا

عبدالمحسن سلامة

رغم فظاعة الكوليرا التى تنهش أجساد السودانيين، فإن هناك ما هو أخطر من الكوليرا على الشعب السودانى، وهو ما يحدث من اقتتال وحرب أهلية تقودها الميليشيات المسلحة بقيادة محمد حميدتى الشهير بـ «دقلو» قائد ما يسمى قوات الدعم السريع التى تحاصر الآن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتعيث فسادا فى السودان منذ نحو 3 سنوات.

الأوضاع فى الفاشر كارثية، والمدينة محاصرة بالكامل، وميليشيات الدعم السريع تحاصرها على طريقة حصار إسرائيل مدينة غزة، وترفض السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان.

على الجانب الآخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس الماضى تسجيل نحو 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا فى السودان.

معظم الولايات السودانية قامت بتسجيل حالات للاصابة بالكوليرا، وأبلغت عن تفشيها بين سكان هذه الولايات، وقد حذر تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من تزايد اعداد المصابين نتيجة موجة الفيضانات الأخيرة، وتفاقم سوء التغذية، وانعدام الخدمات الطبية المنتظمة، مشيرا إلى تفشى المجاعة بين أعداد كبيرة من السكان.

وسط هذه الأوضاع المأساوية التى يعيشها الشعب السودانى جاءت زيارة رئيس مجلس الوزراء الانتقالى فى السودان كامل ادريس إلى القاهرة ومباحثاته مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى.

رئيس الوزراء السودانى قدم الشكر لمصر رئيسا وحكومة وشعبا على مواقفها التاريخية ومساندته للدولة السودانية واستضافتها الملايين من أبناء الشعب السودانى فى تلك الظروف العصيبة.

السودان نموذج رهيب للأزمة التى تمر بها بعض الدول والشعوب العربية، نتيجة انهيار تلك الدول والمؤسسات والكيانات الوطنية بها، وخروج جماعات مسلحة تقتل وتبيد أبناء الشعب الواحد بلا رحمة أو شفقة.

ميليشيات الدعم السريع وكل الجماعات المسلحة والإرهابية فى السودان وغيرها لاتقل سوءا عن جيش الاحتلال الإسرائيلى، لانها تستهدف تفكيك الدول وتدميرها كما يفعل العدو الإسرائيلى تماما.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات