80 عاما لا تكفى

80 عاما لا تكفى

عبدالمحسن سلامة

80 عاما مرت على إنشاء جامعة الدول العربية، ولا تزال تراوح مكانها، تتقدم خطوة وتتراجع خطوة، وكأنها تدور حول نفسها حتى الآن.

فى 22 مارس عام 1945 تأسست جامعة الدول العربية بالإسكندرية وكانت تضم 8 دول هي: مصر، والسعودية، والعراق، والأردن، ولبنان، وسوريا، واليمن، والمغرب.

توسعت جامعة الدول العربية بعد ذلك لتضم كل دول العالم العربى، ويبلغ عددها الآن 22 دولة، وهى الدول الناطقة باللغة العربية.

نجحت جامعة الدول العربية فى الحفاظ على الحد الأدنى من «لم الشمل العربى»، لكنها لم ترتق إلى طموحات الشعوب العربية فى الوحدة والتكامل كما فعلت تجمعات أخرى قبل الاتحاد الأوروبى على سبيل المثال.

ربما يكون شعار «كل شيء أو لا شيء» أحد الأسباب المهمة فى تعثر مسيرة جامعة الدول العربية، حيث انقسم العالم العربى فى فترة من الفترات بين الأنظمة التى أطلقت على نفسها أنظمة تقدمية وثورية، وبين أنظمة أخرى مخالفة لها، فكان ذلك نقطة بداية زرع الخلاف والشقاق.

لم يركز أعضاء جامعة الدول العربية على «المشتركات» وتهميش «الخلافات»، أو العمل على سد الفجوات، لكن الخلافات الكامنة تحت الجلد بين الأنظمة العربية حالت دون سد الفجوات ولاتزال تلك المشكلة تمثل حجر عثرة حتى الآن تحول دون تحقيق طفرة نوعية فى أحوال جامعة الدول العربية وتطورها على غرار الاتحاد الأوروبى.

يبلغ عدد سكان العالم العربى نحو 450 مليون نسمة ليكون العالم العربى هو الرابع عالميا من حيث عدد السكان بعد الصين والهند والاتحاد الأوروبى، فى حين تبلغ مساحة العالم العربى ما يقرب من 14 مليون كيلو متر مربع ليكون ثانى أكبر مساحة فى العالم بعد روسيا.

رغم كل هذه الامكانات والقدرات فلاتزال جامعة الدول العربية تراوح مكانها، وتحافظ على الحد الأدنى من الشكليات مثل الاجتماعات الدورية، والتوافق حول بعض السياسات، فى حين تقف صامتة أمام الأحداث الكبرى والمهمة، وما يحدث فى غزة ليس ببعيد.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات