150 عاما لا تكفى!

150 عاما لا تكفى!

عبدالمحسن سلامة

غدا الأربعاء الموافق 6 أغسطس تخطو صحيفة الأهرام خطوتها الأولى فى العام 150 من عمرها المديد، لتكون ضمن الصحف الخمس الأقدم فى العالم من حيث تاريخ الإصدار، وانتظام الصدور حتى الآن.

رحلة طويلة وممتدة شهدت الكثير من النجاحات، والكثير من الإخفاقات، مثلها فى ذلك مثل رحلات الدول، والشعوب، والأفراد، والمؤسسات، لكنها ظلت صامدة كالجبال تتحدى عوامل الزمن، ومشكلاته، وعواصفه.

فى تصورى أن سر نجاح واستمرار صحيفة الأهرام يكمن فى أنها كانت ولاتزال ضرورة تلبى احتياجات ومهام كثيرة لمن ارتبطوا بها نفسيا، وثقافياً، وكانت ولاتزال مصدرا مهما وحيويا للمعلومة الصادقة الموثوقة.

نجحت الأهرام فى مواجهة «الجرائد الصفراء» التى كانت تشبه إلى حد ما فظائع السوشيال ميديا الآن، ونجحت فى مواجهة ظهور الإذاعة، ومن بعده التليفزيون، والآن دخلت الأهرام ومعها الصحف الجادة مرحلة التحدى الأخطر فى مواجهة تداعيات السوشيال ميديا، وإدمان «الموبايل»، والعزوف عن القراءة، فهل تنجح الأهرام فى هذا التحدى الأخطر على الإطلاق؟!

بعيدا عن الانحيازات الشخصية، والمهنية أتوقع نجاح الأهرام لتكون قاطرة الإنقاذ لكل الصحف الجادة والمهنية، رغم الصعوبات والتحديات المستحدثة وغير المسبوقة، إلا أن ذلك يحتاج إلى تضافر كل الجهود، ورؤية قابلة للتطبيق، وقبل كل ذلك وبعده عمل مهنى دؤوب وشاق من أبناء المهنة أولاً فى مواجهة طوفان السوشيال ميديا، والتغيرات الاجتماعية والثقافية الهائلة المصاحبة لذلك الطوفان.

صحيفة الأهرام ليست مجرد صحيفة عادية، لكنها ذاكرة أمة وديوانها المعاصر، ورمز لمؤسسة ضخمة هى مؤسسة الأهرام ذلك الكيان الصحفى المتنوع من مجلات وصحف ورقية والكترونية وسوشيال ميديا بالاضافة إلى كونها مؤسسة اقتصادية وتعليمية وثقافية عملاقة .

أؤمن دائما أنه لا مستحيل، وأن المستحيل فقط فى عقل من يؤمن به، وأؤمن بقدرة الأهرام على تجاوز كل الصعاب والتحديات كما فعلت قبل ذلك لتظل منارة شامخة تنشر النور، والأمل، والثقافة الجادة، والمعلومة الصادقة التى يحتاجها المجتمع المصرى والعربى الآن أكثر من أى وقت مضى.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات