الأزهر فى رمضان «حاجة تانية» كما يقولون، وفيه تتجسد ملامح التكافل الاسلامى الحقيقى، ولا يمكن أن تشعر بالفرق بين مصرى، وماليزى، وإندونيسى، أو غيرهم من الجنسيات العربية والإسلامية إلا بالتقوى والعمل الصالح.
فى الأزهر تقام مائدة يومية للوافدين، والطلاب، والزوار، وقد أصبحت تشكل معلما رمضانيا رائعا.
يوم الجمعة الماضى الموافق السابع من رمضان انطلقت احتفالية كبرى بمرور 1085 عاما هجريا على إقامة أول صلاة بالجامع الأزهر فى السابع من رمضان عام 361 هجريا، الموافق 21 يونيو عام 972 ميلاديا.
استغرق بناء الأزهر ما يقرب من 27 شهرا، فى عصر الدولة الفاطمية على يد جوهر الصقلى فى أثناء ولاية الخليفة الفاطمى المعز لدين الله.
اسم الأزهر يرجع إلى اسم السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبى «صلى الله عليه وسلم»، وزوجة الإمام على بن أبى طالب.
تحول الجامع الأزهر بعد ذلك إلى جامعة كبرى، وشهد تطورات كبرى فى العهود الإسلامية المختلفة إلا أنه حافظ على قوته وتقاليده فى كل العهود، ونجح فى الحفاظ على رسالته العلمية، وكان ولايزال منبرا حضاريا وثقافيا ودينيا على أعلى مستوي.
يعتبر الجامع الأزهر هو أقدم جامعة عالمية، وكان جسر انتقال الحضارة عبر العصور، وتطورت الدراسة به حتى أصبح الآن يضم العديد من الجامعات الأزهرية التى تقوم بتدريس العلوم الدينية والإنسانية والعلمية.
من بين رؤساء الدول الذين تخرجوا فى الأزهر هوارى بومدين، رئيس الجزائر الراحل، ومأمون عبدالقيوم، رئيس جزر المالديف، ومحمد فؤاد معصوم، رئيس العراق،، وعدد كبير من الوزراء ورجال الأعمال والقيادات والزعماء فى العديد من دول العالم.
يظل الأزهر هو الحصن الإسلامى الوسطى المعتدل الذى يحافظ على وسطية الدين الإسلامى دون إفراط ولا تفريط، ويسعى دائما إلى التركيز على لغة الاعتدال، وإقامة جسور تواصل بين كل المذاهب الإسلامية، بالإضافة إلى التواصل مع الأديان السماوية الأخرى لإيجاد أرضية مشتركة للمؤمنين بالله سبحانه وتعالى من كل الأديان، بعيدا عن العنصرية الدينية أو الطائفية البغيضة.
التعليقات