نجحت مصر فى إلقاء طوق نجاة المنطقة فى القمة العربية، حينما قدمت البديل القابل للتنفيذ لخطة إعمار غزة، ووضعت خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع دون تهجير، وكذلك وضع تصور متكامل لإدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة.
ولأن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس بحجم مصر والعالم العربى، فقد جاء خطابه قويا وصريحا وواضحا أمام القمة العربية، وعلى الهواء مباشرة لكل دول العالم، مؤكدا أن مصر لن تشارك فى ظلم، وأن العدوان على غزة وصمة عار فى تاريخ البشرية، وأن القدس ليست مجرد مدينة، وإنما هى رمز للهوية العربية والإسلامية.
لم تكتف مصر بالمواقف القوية المعلنة والصريحة، وإنما قدمت خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة مقسمة على عدة مراحل تتضمن خطة عاجلة تستغرق 6 أشهر بتكلفة 3 مليارات دولار، ومرحلة أولى تستغرق عامين بتكلفة 20 مليار دولار، ومرحلة ثانية تستغرق 3 أعوام بتكلفة 30 مليار دولار.
الخطة العاجلة تستهدف توفير سكن مؤقت للنازحين فى غزة خلال عملية إعادة الإعمار، إلى جانب توفير مناطق آمنة فى القطاع لاستيعاب أكثر من مليون ونصف المليون نسمة.
معنى ذلك أن خطة الإعمار تتكلف نحو 53 مليار دولار، وهى ذات التكلفة التى قدرتها الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة لتكون البديل العملى المقبول فلسطينيا وعربيا ودوليا لإعادة إعمار غزة فى مواجهة مخططات ترامب غير المقبولة، والتى تخدم مخططات إسرائيل، وتستهدف تهجير سكان القطاع.
لو أن هناك عدالة دولية لتحملت إسرائيل فاتورة تكاليف إعادة إعمار غزة بالكامل، بالإضافة إلى عشرات أضعاف هذه التكاليف كتعويضات مستحقة عن الجرائم الإسرائيلية.
اعتماد القمة العربية الخطة المصرية لإعادة الإعمار خطوة مهمة سياسيا، لكن تبقى أهمية الترابط العربى لتنفيذها على أرض الواقع، وهذا هو المهم.
التعليقات