روائح رمضان

ساعات ويبدأ شهر رمضان المعظم.. كل عام وأنتم بخير، ومصر فى تقدم وازدهار، والعالم العربى والإسلامى أفضل حالا من الحالة التى نعيشها الآن.

رمضان شهر الخير والبركة، والقرآن، والتراويح والتقارب، والتراحم والمودة، وينتظره المسلمون كل عام بشوق وحب، وذكريات جميلة.

سافرت إلى العديد من دول العالم العربية والإسلامية فى شهر رمضان، ويظل رمضان فى مصر «حاجة تانية» قولاً وفعلاً.

تعود بى ذاكرتى إلى الوراء، ونحن أطفال صغار نلهو ونلعب بعد صلاة العشاء، وحتى السحور، وفى الصباح نذهب إلى المسجد لحفظ القرآن، وسماع الأحاديث، وبعد العصر يكون اللقاء فى الدورات الرمضانية التى تمتد إلى ما قبل أذان المغرب.

أما السهرات الرمضانية المقامة فى «المضايف» والدواوين فهى مفتوحه أمام الزائرين لسماع تلاوة القرآن والسمر والتزاور فى عادات اجتماعية رائعة وجميلة.

حتى الآن لاتزال السهرات الرمضانية موجودة فى الكثير من بيوت كبار أهل الريف المصرى الأصيل، ولاتزال الدورات الرمضانية منتشرة فى المدن والقرى، ولها طعم رمضانى مميز.

فى خارج مصر لاترى مظاهر رمضان، وتستشعر أنك فى أيام عادية سواء فى الدول العربية أو الدول الإسلامية غير العربية، وقد بدأت العادات المصرية تزحف رويداً رويدا إلى بعض البلدان العربية، وإن لم تكن بوضوح الحالة المصرية المتألقة والجميلة.

الآن دخلت المسلسلات على الخط، ولا أدرى لماذا كل هذا الكم الهائل من المسلسلات؟! وأتمنى لو تمت إعادة النظر فى هذه العادة السيئة، لأنه من الصعب أن يتابع أى مواطن كل تلك المسلسلات إلا إذا أخذ الشهر بالكامل إجازة، ليتفرغ لتلك المسلسلات.

أتذكر المسلسل الواحد والفوازير وليالى ألف ليلة وليلة، والمسحراتى، وكل تلك الأشياء الجميلة التى كانت فرصة للمشاهدة والسماع، والاستمتاع والتفاف الأسرة كلها حول شىء واحد.

الآن ظهرت الخيام الرمضانية، و«التقاليع» الغريبة البعيدة كل البعد عن روائح رمضان وعاداته، وروحانياته، لكن تظل المساجد عامرة والمآذن مضاءة، ومشاهد الشباب المصرى الرائع وهو يقف فى أثناء أذان المغرب لتوزيع المياه، والتمر والعبوات الغذائية فى مشاهد لا يمكن أن تراها إلا فى مصر، كل عام وأنتم بخير ومصر دائماً عظيمة وجميلة ومتألقة.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات