بداية فإنه فى كل الأحوال فأن الرئيس الأمريكى ترامب بما له أو عليه أفضل كثيراً من سلفه بايدن فى ملف الحرب على غزة، فهو من أوقف الحرب، واستمع إلى صوت مصر والعالمين العربى والإسلامى لوضع نهاية لهذه الحرب المجنونة.
رغم كل ذلك تظل مشكلة غزة قائمة بل وتتفاقم باستمرار وكل ما حدث انخفاض عدد القتلى اليومى عن ما سبق وقت الحرب، والفرق الثانى هو أن آلة القتل الآن مختلفة، حيث كان القتل يتم بنيران العدو الصهيونى كل دقيقة، والآن القتل يتم بالمجاعة، والبرد، ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
فى ظل هذه الأوضاع المأساوية يخرج الرئيس الأمريكى ترامب رداً على سؤال لقناتى العربية، والحدث قائلاً: «لدينا سلام عظيم فى الشرق الأوسط، لم يحدث من قبل .. أعتقد أنه قوى جداً فى الواقع»، والحقيقة أننا لانعرف بالضبط عن اى سلام يتحدث.
قبل ذلك طرح الرئيس الأمريكى ترامب خطته للسلام فى غزة، والأراضى الفلسطينية متضمنة 20 نقطة ووافقت عليها إسرائيل، والمقاومة الفلسطينية، والدول العربية والإسلامية، وصدر بها قرار من مجلس الأمن مما أضفى الشرعية الدولية والقانونية عليها.
حتى الآن لم يتم تنفيذ سوى المرحلة الأولى من تلك الخطة، والتى توقفت الحرب بموجبها، وتماطل إسرائيل فى الانتقال للمرحلة الثانية، وتعرقل تدفق المساعدات الإنسانية خاصة تلك المتعلقة بحماية سكان غزة من العواصف والأمطار الشديدة، وتوفير الأغذية والأدوية لهم بشكل مناسب.
تتفنن إسرائيل فى اختراع الأزمات كما فعلت طوال 78 عاماً فى رفض قيام الدولة الفلسطينية، وعدم احترام كرامة الشعب الفلسطينى وحقه فى حياة كريمة ولائقة مثل كل شعوب الدنيا.
من هنا يتعين على الرئيس الأمريكى استكمال خطته، وعدم «الرضوخ» لضغوط نيتانياهو وعصابته لإفشال الإنتقال إلى المراحل التالية فى الخطة، دون مماطلات أو تسويف، لتمهيد الطريق أمام السلام الذى يتحدث عنه.
التعليقات