عاد الملثمون، وعادت سيارات الدفع الرباعى تتصدر المشاهد فى نشرات الأخبار فى القنوات الإخبارية العالمية، بعد التحرك المفاجئ على الأراضى السورية للفصائل المسلحة.
عادت الفصائل المسلحة تطل بوجهها القبيح فى سوريا وتتحرك بسيارات الدفع الرباعي، والملثمون يحيطون بها فى سيارات نصف النقل، وهم يحملون الأسلحة والذخائر فى مشاهد تعيد إلى الأذهان تحركات داعش، والقاعدة، والجماعات الإرهابية المسلحة.
من يتوقف عند توقيت التحرك يتأكد من وجود الأصابع الإسرائيلية والأمريكية وراء التحرك.
إسرائيل تعيد رسم خريطة المنطقة على مقاسها، وتريد تقسيم سوريا، واستغلت فى ذلك حالة التراجع الإيراني، وبالتبعية تراجع الأذرع التابعة لطهران فى لبنان، والعراق، واليمن، بالاضافة إلى انغماس روسيا فى الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وتراجع الاهتمام الروسى بسوريا فى إطار وضع كل الإمكانات الروسية تحت تصرف حربها فى أوكرانيا.
من هنا كان الدعم الإسرائيلى الأمريكى لتلك الجماعات الإرهابية للتحرك استغلالا لهذا التوقيت المثالى للإجهاز على ما تبقى من الدولة السورية، والشروع فعليا فى تقسيم سوريا.
المؤكد أن الجماعات الإرهابية صناعة أمريكية، وبالعودة إلى تاريخ هذه الجماعات نجد أن بدايتها كانت فى أفغانستان برعاية أمريكية ضد الاحتلال الروسى لأفغانستان، وحينما دخلت أمريكا العراق دخلت معها الجماعات الإرهابية فى إطار رؤية أمريكية إستراتيجية لإضعاف العراق وتفتيته لخدمة المصالح الإسرائيلية، وإنهاك القوى العربية المؤثرة فى صراعاتها الداخلية بعيدا عن مواجهة إسرائيل.
تبقى ضرورة أن يتحرك الرئيس السورى بشار الأسد بجدية هذه المرة من أجل إيجاد أفق سياسى للتغيير فى سوريا، والدخول فى حوار جاد وحقيقى مع القوى السياسية السورية الفاعلة والمؤثرة بعيدا عن الجماعات الإرهابية من أجل تضميد جراح سوريا وبسط سيطرة الجيش السورى على كامل الأراضى السورية فى إطار رؤية متكاملة لهذا الغرض، وألا يكتفى هذه المرة ـ مثل المرات السابقة ـ بصد العدوان، وتحقيق بعض المكاسب العسكرية والسياسية فقط دون حل المشكلة من جذورها.
التعليقات