فاز بنيامين نيتانياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بالضربة القاضية على منافسه اللدود «يو آف جالانت» وزير الجيش الإسرائيلى، حينما نجح فى إقالته فى ذروة إجراء الانتخابات الأمريكية بعد أن تصاعدت الخلافات بينهما خلال الفترة الأخيرة.
بداية فإن «يو آف جالانت»، وزير الجيش الإسرائيلى، الذى تمت إقالته ليس بأفضل حال من نيتانياهو لأنه الوزير الذى قام بكل أعمال الإبادة للشعب الفلسطيني، وهو الوزير الذى دمر قطاع غزة، وهو أيضا الذى قاد الحرب على جنوب لبنان.
الخلافات بين نيتانياهو وجالانت خلافات «تكتيكية»، وليست منهجية كما أنها مجرد صراع على من يفوز بما حققه الجيش الإسرائيلى من نتائج يراها اليمين الإسرائيلى المتطرف أنها انتصارات مهمة خلال الفترة الماضية.
أراد نيتانياهو استغلال انغماس الإدارة الأمريكية فى إجراء الانتخابات، وما يستتبعها بعد ذلك من «شل قدرة» الإدارة الحالية على التحرك لحين بدء ولاية الرئيس المنتخب الجديد فى يناير المقبل، فقام بإصدار قرار إقالة جالانت وتعيين وزير الخارجية «يسرائيل كاتس» بدلا منه.
نيتانياهو هو السياسى الأخطر فى المنظومة الإسرائيلية، وهو رئيس الوزراء الأكثر بقاء فى سدة الحكم الإسرائيلية منذ نشأة إسرائيل حتى الآن، وهو يعلم بأن أمنه الشخصى أصبح يرتبط بقوة باستمراره فى موقعه رئيسا للوزراء، وبالتالى هو يفعل الممكن وغير الممكن من أجل الاستمرار أطول فترة ممكنة، خاصة إذا اقتضت الضرورة إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
إقالة جالانت أسهمت فى تعزيز الأغلبية التى تتمتع بها الحكومة الحالية بعد ضم حزب اليمين الوطنى المتطرف برئاسة جدعون ساعر، الذى تولى حقيبة وزارة الخارجية، ليتولى «يسرائيل كاتس» حقيبة وزارة الجيش الإسرائيلى بدلا من جالانت.
يشترك جدعون ساعر مع نيتانياهو وأحزاب اليمين المتطرف فى رفض حل الدولتين، ورفض فكرة السلام العادل والدائم فى المنطقة، مما يجعل من إسقاط الحكومة الإسرائيلية مهمة صعبة، وربما تكون مستحيلة فى الوقت الحالي.
أعتقد أن انتصار نيتانياهو فى معركته ضد جالانت هو انتصار مؤقت، خاصة إذا نجح ميدان المعارك فى غزة ولبنان فى تغيير المعادلة فى تركيبة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
التعليقات