«صخب» ترامب!

ما بين «متفائل» و«متشائم» يقف العالم على أطراف أصابعه بعد نجاح ترامب وعودته إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها القوة العظمى فى العالم اقتصاديا، وعسكريا، وسياسيا.

هناك متفائلون بقدرته على اسكات المدافع فى أوكرانيا، وغزة، ولبنان، كما أن هناك متشائمين من صخبه، وضجيجه، مما قد يؤدى إلى اشتعال المزيد من الحروب، وزيادة رقعتها، وامتدادها إلى الصين وإيران، والدخول فى حرب عالمية ثالثة.

أعتقد أنه لاتوجد «ضمانة» على الإطلاق لتصرفات سيد البيت الأبيض الجديد، لكن ربما تكون خبرة سنوات الحكم السابقة، وخبرة ابتعاده، والمشكلات القضائية التى لاحقته، ومحاولة اغتياله الفاشلة، وغيرها من التجارب التى تعرض لها قد أكسبته «حنكة»، و«رشدا» وقدرة على التعامل الأفضل مع الأزمات والمشكلات العالمية المتفجرة، والساخنة.

للأسف ترك «بايدن» تركة ثقيلة عالميا، وإقليميا، وترك العالم يغرق فى بحيرة من الدماء فى الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وفى حرب العدو الإسرائيلى على غزة ولبنان، وكانت الإدارة الأمريكية بمثابة شريان الحياة لإطالة أمد هذه الحروب من خلال الدعم والمساندة والتأييد، للاحتلال الإسرائيلي، وكذلك دعم أوكرانيا غير المسبوق، مما أدى إلى إطالة أمد تلك الأزمات، بعد أن تحملت الإدارة الأمريكية فى عهد بايدن العبء الأكبر من فاتورة هذه الحروب.

داخليا يعانى المجتمع الأمريكى الانقسام الحاد ما بين مؤيد «بشكل هستيري» للرئيس المنتخب «ترامب» وما بين معارض له بشكل حاد جدا رافضا كل تصرفاته، ورافضا أن يكون ترامب رئيسا له.

فيما يخص المنطقة العربية، لايجب أن ننتظر كثيرا من ترامب، وإن كان الأمر يحتاج إلى صحوة عربية عاجلة للتنسيق، والاتفاق على المشتركات العربية وإدارة حوار جاد وعميق حول مستقبل العلاقات العربية ـ الأمريكية، بما يؤدى فى النهاية إلى التأثير على الإدارة الأمريكية، لإحداث التوازن فى سياستها تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية، وأهم القضايا فى سلم الأمن القومى العربى لكل دول العالم العربى بلا استثناء.

دون تنسيق عربى جاد وحقيقى فى المرحلة المقبلة قد تتدهور الأمور إلى الأسوأ وتلك مشكلة عربية بامتياز.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات