أغلب التوقعات تشير إلى احتمالية فوز ترامب، على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فى الانتخابات التى تجرى صباح غد الموافق الخامس من نوفمبر فى الولايات المتحدة.
«هاريس» نظريا أفضل من «ترامب» فيما يخص القضايا العربية، لكن المشكلة أن «هاريس» هى خليفة «بايدن»، وأنها نائبة الرئيس الذى وقعت فى عهده أضخم مجازر الإبادة الجماعية فى غزة ولبنان بشكل غير مسبوق منذ عام 1948.
فشلت «هاريس» فى الخروج من عباءة «بايدن»، ولم تكن واضحة فى ملف القضية الفلسطينية باستثناء الحديث عن حل الدولتين، وهو ما يتحدث به «بايدن»، لكنها فى المقابل «غضت الطرف» عن أكبر مجزرة بشرية فى العصر الحديث فى غزة، التى يموت أهلها بالقنابل تارة، وبالجوع والمرض تارة أخرى، حتى الآن فى مشاهد غير إنسانية مروعة يندى لها الجبين.
من هنا كان إحباط الأصوات العربية والمسلمة فى أمريكا، وانقسامها بشكل حاد بين مؤيد لترامب أو مؤيد لهاريس.
مؤيدو ترامب يرون أنه ربما يكون أكثر حسما مع نيتانياهو فى وقف الحرب فى غزة ولبنان، ويلقون باللوم على بايدن وهاريس، فى استمرار الحرب كل هذه المدة، ويعتبرون أن هاريس هى امتداد للرئيس بايدن، وأنها سوف تكون ضعيفة ومترددة، وتكتفى بالتصريحات فقط كما فعلت منذ اندلاع الحرب فى 7 أكتوبر من العام الماضى.
على النقيض من ذلك يرى مؤيدو هاريس أن ترامب هو الذى قام بنقل سفارة إسرائيل إلى القدس، وأنه يمارس أبشع أنواع الضغوط على الدول العربية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون مقابل، والأخطر من كل ذلك أنه لا يتحفظ فى كلماته الداعمة لإسرائيل، مما يعنى مساندتها فى التوسع على حساب أراضى الغير وخاصة الأراضى الفلسطينية، وقد يعطى إسرائيل وعد بلفور جديدا بالتوسع فى الأراضى المحتلة.
لكل هذا فقد انقسمت الأصوات العربية والإسلامية فى أمريكا، وربما يكون معهم الحق فى هذا الانقسام، لأن تجربة «بايدن» ونائبته «هاريس» مريرة وهى الأشد إيلاما على الفلسطينيين خلال مراحل نضالهم التاريخية منذ عام 1948 حتى الآن.
هؤلاء الغاضبون من بايدن وهاريس ذهبوا بأصواتهم إلى ترامب رغم أنه لا توجد «ضمانة» حقيقية لأفعاله وتصرفاته تجاه الحقوق العربية.
أعتقد أن الرهان على «هاريس» أو «ترامب» هو رهان خاسر لأن الأزمة تكمن فى التفكك العربى الحالى، وهذا هو سر الأزمة سواء نجح ترامب أو فازت هاريس.
التعليقات