بالأمس بدأ انتونى بلينكن زيارته الحادية عشرة إلى المنطقة مستهلا تلك الزيارة بزيارة إسرائيل.
فى الحقيقة لا أدرى لماذا جاء بلينكن إلى المنطقة، وليس هناك سبب مقنع سوى أنه يقوم بدور وزير خارجية إسرائيل فقط لاغير.
وزير خارجية إسرائيل الحقيقى غير مرحب به فى أى دولة من دول المنطقة، ولا حتى خارج المنطقة، وبالتالى فإن بلينكن الذى أعلن بصراحة أنه يهودى مدافع عن إسرائيل منذ بداية العدوان الإسرائيلي، يقوم بدور وزير خارجية إسرائيل ليفعل ما لايستطيع أن يفعله وزير خارجية إسرائيل .
لكل هذا فقد أصبح بلينكن ضيفا ثقيلا غير مرحب به على الاطلاق، لأنه وسيط غير نزيه، ومنحاز منذ اللحظة الأولى إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
خلال الجولة الحالية سوف يكرر ما قاله فى الجولات السابقة من أن الولايات المتحدة ترغب فى وقف إطلاق النار، والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسري، لكنه يفعل عكس ذلك تماما فى الخفاء، حيث قامت الإدارة الأمريكية بتمويل كامل للعدوان الإسرائيلى على غزة ولبنان، وقامت بدعم إسرائيل بأحدث المعدات العسكرية والتكنولوجية، بالاضافة إلى دعم الموازنة العامة الإسرائيلية لسد أوجه العجز والقصور الناتجة عن العدوان الإسرائيلي.
الدعم الأمريكى للعدوان الإسرائيلى بلغ معدلات غير مسبوقة، والإدارة الأمريكية تعلن ذلك بكل وقاحة، كما فعلت مؤخرا حينما قررت نشر منظومة صواريخ «ثاد» المتطورة فى إسرائيل لمساعدتها فى تعزيز دفاعاتها الجوية وفق ما أعلنه بان رايدر المتحدث باسم البنتاجون يوم الأحد الماضي.
منظومة «ثاد» هى أكثر الأنظمة الدفاعية تعقيدا وهى مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدي، لتؤكد واشنطن من جديد أنها تقدم دعما غير مشروط لدولة الاحتلال الإسرائيلى، وتتدخل بشكل مباشر لتساند العدوان الإسرائيلى المستمر فى عامه الثانى، وامتد إلى لبنان بعد تدمير كامل لقطاع غزة.
سوف يردد بلينكن نفس الأكاذيب الداعية إلى وقف إطلاق النار، رغم أن وقف إطلاق النار لايحتاج إلى زيارة بلينكن لكنه يحتاج فقط إلى غلق «حنفية» المساعدات الأمريكية لمدة شهر واحد فقط، ووقتها لن يكون هناك عدوان، ويعود الهدوء والاستقرار والسلام إلى المنطقة.
التعليقات