المؤكد أن مصر والسعودية هما العمودان الأساسيان «للخيمة العربية»، وهما يمثلان حجر الزاوية فى مفهوم الأمن القومى العربى.
الآن تواجه المنطقة مخاطر شديدة ربما لم تواجهها منذ انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973 التى أنهت أسطورة الجيش الذى لايقهر، وكشفت أكاذيب كثيرة، ووضعت النقاط على الحروف فى كل الملفات المتعلقة بالأمن القومى العربى وضروراته، والتمسك بالحقوق العربية المشروعة، ورفض العدوان الإسرائيلى، وكانت نموذجاً لأهمية التنسيق والتكاتف العربى المشترك فى مواجهة المخاطر والعدوان.
الآن تعاود إسرائيل جنونها مرة أخرى، فهى تريد أن تهزم الجميع، وهى تريد تشكيل منطقة الشرق الأوسط كما يحلو لها، وتمارس جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين فى غزة، وضد اللبنانيين فى الضاحية الجنوبية فى بيروت، وربما تمتد إلى كامل بيروت، ثم لبنان كلها بعد ذلك.
من هنا تأتى أهمية التقارب العربى العربى والالتفاف حول مفهوم الأمن القومى العربى فى تلك المرحلة الدقيقة للتصدى لمحاولات خلط الأوراق الإسرائيلية، ورفض كل محاولات العدوان على الفلسطينيين واللبنانيين، والعمل من أجل وقف إطلاق النار والتحذير من مخاطر التصعيد الإسرائيلى فى كل الجبهات.
لكل ذلك جاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء إلى القاهرة أمس الأول فى توقيتها الصحيح، لتأكيد عمق ومحورية العلاقات الاستراتيجية المصرية ـ السعودية، حتى يتم تجاوز المرحلة الحرجة الحالية التى تمر بها المنطقة.
هناك روابط تاريخية عميقة بين الشعبين الشقيقين، حيث تعتبر الجالية السعودية فى مصر هى الأكبر فى الجاليات السعودية خارج المملكة، كما تعتبر الجالية المصرية فى السعودية هى الجالية المصرية الأكبر خارج مصر، وهو مايعبر بوضوح عن مدى ارتباط الشعبين الشقيقين بروابط وطيدة قادرة على تجاوز كل الاشكاليات الطارئة والعارضة فى أى وقت.أعتقد أن زيارة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة هى زيارة تاريخية بكل ما تحمله الكلمات من معان خاصة بعد تدشين الرئيس عبدالفتاح السيسى والأمير محمد بن سلمان لمجلس التنسيق الأعلى برئاستهما، والتوقيع على اتفاقية «تشجيع الاستثمار» بين البلدين والتى كان يجرى العمل عليها منذ فترة بين الجانبين، وهو مايصب فى خانة التكامل والتعاون الاقتصادى والسياسى بين الدولتين مما سيكون له أكبر الأثر فى هذا المجال خلال المرحلة القليلة المقبلة.
التعليقات