قنبلة أو قطعة خردة!

قنبلة أو قطعة خردة!

عبدالمحسن سلامة

استهلاك التكنولوجيا فقط قد يكون سما قاتلا، كما حدث فى تفجيرات البيچر واللاسلكى الأخيرة فى لبنان، ولا يقل خطورة عن ذلك ما فعله الملياردير الأمريكى أيلون ماسك حينما قام بتحويل السيارة الكهربائية المتقدمة جدا من ماركة «تسلا» التى أهداها إلى رمضان قديروف زعيم الشيشان فى روسيا إلى قطعة خردة.

أيلون ماسك أهدى سيارة رائعة للزعيم الشيشانى إعجابا به، كما نشرت القصة الصحف العالمية، لكن الزعيم الشيشانى زود السيارة بالأسلحة والمعدات، وهو الأمر الذى لم يرق لصاحب شركة «تسلا» أيلون ماسك، فما كان منه إلا أنه أوقف السيارة عن بُعد، وتحولت فى لحظة إلى مجرد قطعة خردة لا قيمة لها.

ربما يكون ما فعله ماسك هو الأقل خطورة، لأنه من الممكن فى ظل حوادث «البيچر واللاسلكي» اللبنانية أن يتم تفجير السيارة بالكامل عن بُعد والتضحية بمن يستعملها.

لكل هذا، فإن الاكتفاء باستهلاك التكنولوجيا فقط هو السم القاتل القادم للشعوب والدول بعد أن أدمنت بعض الشعوب هذه التكنولوجيا دون أن تنتبه إلى مخاطرها، واكتفت بالاستهلاك فقط دون القدرة على تصنيع التكنولوجيا أو ابتكارها.

مخاطر البيچر واللاسلكى وسيارات «تسلا» الكهربائية يمكن أن تمتد إلى أجهزة التليفونات المحمولة، وغيرها من وسائل وأنواع التكنولوجيا الحديثة التى يمكن أن تتحول فى لحظة إلى قنابل موقوتة، أو على الأقل مجرد قطعة خردة لا قيمة لها بعد أن يتم وقف تشغيلها كما حدث فى سيارة زعيم الشيشان التى تم إيقافها عن بُعد وتحويلها إلى مجرد هيكل حديدي، وقطعة خردة لا قيمة لها على الإطلاق.

للأسف الشديد تنساق الشعوب خلف أنماط الاستهلاك المستوردة فى كل شىء، وتنسى دورها فى الابتكار والتصنيع، وامتلاك القدرة.

امتلاك القدرة هو الأهم من الاستهلاك، وهو ما لن يتحقق سوى بالإنتاج، والتصنيع، والابتكار فى كل المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

التعليقات