بعد أن كان مذموما

بعد أن كان مذموما

عبدالمحسن سلامة

بعد أن كان الإرهاب مذموما ومطاردا على مستوى الدول والجيوش، والنظام الأممى والدولي، أصبح الآن هناك جيوش تمارس الإرهاب. وتقتل المدنيين الأبرياء فى الأسواق، والمخيمات، والشقق، دون تمييز بين ماهو مدنى وماهو عسكري، وسط عجز وفشل أممي، بما يهدد بانهيار النظام الدولي، عاجلا أو آجلا.

ما حدث فى لبنان من تفجير لأجهزة «البيجر»، ثم أجهزة اللاسلكي، ووقوع ضحايا من المدنيين فى أماكن التجمعات المختلفة، هو جريمة حرب مكتملة الأركان، وإرهاب رسمى من جيش نظامي، والأخطر من ذلك هو عجز النظام الدولى عن مواجهة ذلك الإرهاب الرسمي.

خاض العالم معارك قتالية ضد الفاشية، والنازية، وتصدى ولا يزال بقوة لإرهاب القاعدة وداعش، لكنه الآن يقف صامتا عاجزا أمام الإرهاب الإسرائيلى الرسمى الذى بدأت ملامحه تظهر بوضوح فى غزة، وانتقل الآن إلى لبنان، ولا أحد يدرى على وجه اليقين المحطة المقبلة للإرهاب الإسرائيلي.

الجيش الإسرائيلى أصبح هو الجيش «الأسوأ» على مستوى العالم قديما وحديثا، ويكفى المشاهد التى بثتها الفضائيات لجنود إسرائيليين يقومون بإلقاء جثث المواطنين الفلسطينيين من فوق سطح إحدى البنايات، ليس هذا فقط لكن الأمر تعدى ذلك إلى قتل المصابين من الأفراد الفلسطينيين بالرصاص الحى فى مشاهد مصورة ومرعبة شاهدها العالم كله الذى يدعى التحضر والإنسانية.

انقلبت الدنيا رأسا على عقب عقب الترويج لأكاذيب قطع الرءوس والانتهاكات الجنسية التى تم التأكد من أنها كانت مجرد أكاذيب، واعتذرت الجهات الإعلامية التى روجتها، لكن لم يتحرك أحد، وهم يشاهدون قتل المصابين وإلقاء الجثث فى مشاهد مروعة من فوق البنايات، وكذلك قتل الأبرياء فى الأسواق، والمخيمات، والمدارس، والشقق السكنية فى لبنان وغزة والضفة.

إصرار نيتانياهو وحكومته المتطرفة على التصعيد سوف يجعل من المنطقة كلها برميل بارود ساخنا قابلا للانفجار فى أى لحظة، طالما ظلت الحماية الأمريكية الكاملة للإرهاب الإسرائيلى، والأخطر هو فشل النظام العالمى وعجزه عن ردع طوفان الإرهاب الإسرائيلى المتنامى بقوة الآن.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات