لا أصدق!

لا أدرى لماذا لا أصدق ما حدث فى محاولة إطلاق النار الثانية على دونالد ترامب، وأميل أكثر إلى أنها مدبرة بفعل فاعل لجذب الأنظار إلى المرشح الرئاسى دونالد ترامب، أو ربما تكون بدافع شخصى من المتهم ذاته بهدف لفت الأنظار إلى شخص المتهم ذاته مع كسب مزيد من التعاطف إلى دونالد ترامب، خاصة أن المتهم من «الشعبويين» المتعاطفين مع كتيبة «آزوف» الأوكرانية.

ربما أكون مخطئا فى التقدير ومن الممكن أن تكون محاولة جادة لكنها فشلت، لكن هناك مؤشرات عديدة تشير إلى أنها ليست مثل المحاولة الأولى فالمتهم هو مدمن مخدرات ومن الشعبويين المؤيدين لكتيبة آزوف الأوكرانية، كما أنه لم يطلق الرصاص من بندقيته، بالإضافة إلى أنه كان يحمل كاميرا فيديو، ووضع بندقيته على السياج مما جعل رجال الخدمة السرية يشاهدونه، وتتم مطاردته وإلقاء القبض عليه.

لم تتضح الحقائق بعد، وربما تكشف التحقيقات عن تفاصيل أخرى كثيرة، وربما كذلك يتم اكتشاف حقائق ومعلومات أخرى بمرور الوقت والزمن.

فى كل الأحوال فإن هذا الحادث يشير إلى انقسام حاد فى مزاج الأمريكيين، وأن هناك صفحة مظلمة من العنف السياسى تخيم على المشهد الأمريكي.

حادثان فى موسم انتخابى واحد، فى حين أن الموسم لم ينته بعد، وربما يشهد هذا الموسم أحداثا أخرى مقبلة، وهو ما يعد امتدادا لأحداث العنف السياسى فى أمريكا التى طالت العديد من الشخصيات الرئاسية الأمريكية سابقا بدءا من اغتيال الرئيس إبراهام لنكولن فى 14 أبريل 1865، ومرورا بالرئيس جون كيندى فى 22 نوفمبر 1963، وغيرهما من المحاولات التى كانت آخرها محاولة اغتيال ترامب.

العنف ليس بجديد على السياسة الأمريكية، لكن حدة الاستقطابات تصاعدت بعد ظهور ترامب وانتخابه رئيسا، ثم هزيمته أمام بايدن، ثم إعادة ترشحه مرة أخرى مما أشعل ظاهرة العنف السياسى مرة أخرى وإعادتها إلى صدارة المشهد من جديد ليدق جرس إنذار ضخم فى أعرق الديمقراطيات الغربية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات