الحديث عن جولة بلينكن التاسعة، وما يصاحبها من تصريحاته في إسرائيل عن الفرصة الأخيرة لوقف إطلاق النار .. ربما تكون تصريحات صحيحة في كونها الفرصة الأخيرة لوقف إطلاق النار بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، لكنها تصريحات منقوصة، وجملة غير مكتملة، لأن الاحتلال الإسرائيلي وجيشه النازي يريد فرض شروطه بكاملها علي المقاومة، وينسي أن كل ذلك لم يجد نفعا طوال 76 عاما من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
النازيون الجدد في إسرائيل يريدون «محو غزة» من الوجود، وهاهم قد فعلوا بعض الشىء من هذا فيها حينما دمروا، وخربوا، وأحرقوا كل معالمها، لكن المشكلة تظل كامنة في عقلية العدو الإسرائيلي، وعقيدته الاستعمارية، القائمة علي انتهاك الحقوق، والتوسع الاستيطاني، والاعتماد علي القوة الغاشمة لتحقيق أهدافه.
ينسي القادة الإسرائيليون أن القدس تم احتلالها لما يقرب من 90 عاما من الصليبيين ثم خرجوا منها صاغرين، وكان احتلالهم يشبه كثيرا الاحتلال الإسرائيلي في كونه احتلالا استيطانيا بغيضا، ورغم ذلك تمت هزيمة الصليبيين وعادت الأراضي الفلسطينية للشعب الفلسطيني.
ينسي بلينكن وإدارته الداعمة للعدوان الإسرائيلي أن جذر الأزمة يكمن في عدم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني طبقا لمقررات الشرعية الدولية، وقيام دولة فلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967، وتلك هي المشكلة التي يجب فهمها دون غيرها من المشكلات.
الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة كان واضحا وصريحا ومطالبا بالعودة إلي جذر الأزمة ومعالجة الأخطاء الكارثية المستمرة طوال 76 عاما، وكان الموقف المصري ولايزال موقفا واضحا وقويا وحاضرا في كل اللقاءات والمفاوضات والمؤتمرات.
أعيدوا للشعب الفلسطيني حقه، وساعتها سوف تهدأ النفوس، وتصمت البنادق، ويتحقق الأمن والأمان لكل شعوب المنطقة بما فيها الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي.. أما دون ذلك فقد تصمت البنادق قليلا ثم ما تلبث أن تعود أكثر شراسة مما كانت عليه، وهذا هو درس التاريخ لمن لديه عقل وقلب في كل بقاع الدنيا وليس في فلسطين وحدها.
التعليقات