الوزراء فى الشارع ولكن!

الوزراء فى الشارع ولكن!

عبدالمحسن سلامة

اللافت للانتباه هذه الأيام نزول الوزراء والمحافظين إلى الشوارع، والميادين، والأسواق بكثافة، وعمل متابعة ميدانية من جانبهم للمشروعات فى مختلف المجالات، والمهم ألا يكون النزول للشارع «للشو الإعلامى» بعيدا عن المعنى والمضمون الحقيقى للزيارات الميدانية.

الاشتباك مع المشكلات الميدانية هو بداية الطريق نحو إيجاد الحلول سواء من خلال دراسة المشكلة ووضع التصور الملائم لحلها على الطبيعة، أو من خلال الحل الفورى إذا كانت المشكلة بسيطة ويمكن حلها.

هناك الكثير من المشكلات التى يمكن حلها، خاصة فيما يتعلق بالمرافق، والنظافة، والمشكلات المتعلقة بمصالح المواطنين فى الدواوين الحكومية والأحياء والرقابة على الأسواق، وكلها مشكلات بسيطة لاتحتاج سوى إلى الانضباط فى العمل، والكفاءة فى التنفيذ، والالتزام بمبدأ المواطن على حق دائما حتى يثبت العكس.

وجود المسئول فى مواقع العمل، وأماكن تقديم الخدمات، وفى الشوارع كفيل بحل الكثير من تلك المشكلات، وتحقيق الانضباط، وتقديم أفضل خدمة فى أقل وقت للمواطن، وبذلك يتحقق جوهر ومضمون التغيير الواسع الذى حدث أخيرا فى الوزراء والمحافظين.

أتمنى أن تتحول تلك البداية المبشرة للوزراء والمحافظين الجدد إلى سلوك دائم وليس مجرد «شدة غربال جديد» ثم العودة بعد ذلك إلى روتين العمل اليومي، ودوامة «البوستة»، وزحمة الاجتماعات ليبدأ مشوار الانفصال رويدا رويدا بين المسئول والمواطن بعد ذلك.

الحكومة الجديدة لديها فرصة تاريخية لتحقيق نقلة نوعية هائلة فى حل مشكلات المواطنين، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطن فى مختلف المجالات خاصة بعد الطفرة الضخمة التى حدثت فى تطوير البنية التحتية وإقامة المشروعات المختلفة فى مختلف المحافظات، والمهم الآن هو كيفية الحفاظ على ماتحقق وتطويره وادارته بافضل طريقة ممكنة لتحقيق أقصى استفادة، وأعلى عائد بما يعود فى النهاية على تحسين مستوى جودة الخدمات المقدمة إلى المواطنين فى مختلف المجالات بلا استثناء.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات