ربما تكون هناك «تخمة» فى عدد الأحزاب المصرية، حيث تقترب الأحزاب من نحو 85 حزبا، من بينها حوالى 17 حزبا فقط لهم تمثيل برلمانى فى مجلس النواب أو الشيوخ أو كليهما معا.
التجارب الحزبية فى العالم متعددة فهناك دول ديمقراطية عتيدة مثل أمريكا ومع ذلك يتنافس فيها حزبان فقط هما الديمقراطى والجمهورى وبينهما أحزاب أخرى قليلة العدد وغير مؤثرة، وفى بريطانيا هناك «العمال» و«المحافظين» أيضا ثم ظهر حزب ثالث هو الحزب الليبرالي، الى جانب بعض الأحزاب القليلة الأخرى فى حين أن هناك دولة مثل فرنسا بها أحزاب كثيرة يصل عددها إلى نحو 400 حزب سياسى من بينها 25 فقط لها تمثيل فى البرلمان الفرنسى بغرفتيه.
فى مصر هناك أحزاب قوية ومؤثرة، وهناك أحزاب لا يمكن أن يتذكر أسماءها إلا المنتمون إليها فقط، كما أن بعض هذه الأحزاب تملك مقار وصحفا ومواقع إلكترونية وأخرى لاتملك شيئا.
بغض النظر عن كل ذلك فقد سعدت بدعوة كريمة من النائب الشيخ على فريج نائب رئيس حزب المؤتمر للحديث أمام الصالون الثقافى للحزب بمقره فى التجمع، بحضور الربان عمر صميدة رئيس الحزب، ود. مجدى مرشد نائب رئيس الحزب، والشاب النشيط أحمد مقلد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب وبحضور أعضاء الهيئة البرلمانية وبعض ممثلى الأحزاب الأخرى.
لفت انتباهى فى بداية الندوة كلمتا النائب الشيخ على فريج، ود. مجدى مرشد وإشارتهما إلى تلك الندوة الثقافية باعتبارها الندوة السادسة التى يعقدها حزب المؤتمر، وهو ما يعنى أن الحزب يعقد ندوة شهرية تقريبا بمقره لمناقشة كل القضايا السياسية، والإعلامية، والاقتصادية والاجتماعية المطروحة على الساحة، فى إطار الدور المهم والحيوى للأحزاب السياسية، وملء الفراغ العام الفكرى والسياسى بتلك الندوات المهمة.
حزب المؤتمر من الأحزاب الليبرالية الحيوية فى الشارع السياسي، وتم تأسيسه بعد ثورة 25 يناير، وله تمثيل برلمانى فى مجلس النواب والشيوخ بنحو 13 نائبا من القيادات والشباب والمرأة. كان النقاش ثريا وساخنا حول دور الإعلام فى خلق حالة من الوعى العام بقضايا الوطن خاصة فى تلك المرحلة التى تتسم «بعدم اليقين» نظرا لاضطراب الأوضاع العالمية والإقليمية مما أسفر عن حالة من حالات «عدم اليقين» أصبحت تجتاح العالم كله وتحتاج إلى جهد صادق ومخلص من كل الجهات بدءا من الصحافة والإعلام بكل أشكالها المطبوعة والإلكترونية، والإذاعية، والتليفزيونية، ومرورا بالأحزاب السياسية، وكذلك الوزارات المعنيه مثل وزارات الشباب والرياضة، والأوقاف، والثقافة، والمجالس والهيئات الإعلامية والصحفية.
المشكلة الآن التى تهدد الدول هى نوعية الحروب واختلافها، والقدرة التهديديه الهائلة للإشاعات وحروب الجيل الرابع فى خلخلة كيانات الدول وضرب استقرارها.
من هنا تأتى اهمية هذا الموضوع الذى يضعه الرئيس عبدالفتاح السيسى على رأس الأولويات فى الفترة الرئاسية الجديدة وهو بناء الإنسان المصرى لكى يكون البداية فى كل النجاحات التالية.
أتمنى من الأحزاب السياسية إعادة إحياء فريضة الندوات والحوارات الغائبة بين أعضائها لتكون البداية فى أحزاب قوية قادرة على ملء فراغ الشارع السياسى المصري، كما يفعل حزب المؤتمر وقياداته.
التعليقات