148سنة على مولد "الروح الفاضلة".. غاندي داعية السلام الذي لم يحصل على نوبل

في مثل هذا اليوم قبل 148 سنة وُلد أحد اشهر المناضلين من أجل العدالة والسلام في العالم وهو سياسي وزعيم روحي ذو شعبية كاسحة واحترام كبير في الهند.

وُلد غاندي في 2 أكتوبر عام 1869، في بوربندر التي تقع في ولاية جوجارات الهندية، وهو سليل عائلة سياسية لها باع طويل في العمل السياسي، حيث كان والده رئيس وزراء إمارة بوربندر،  حيث قضى غاندي طفولة عادية ثم تزوج وهو في سن الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية، وسافر بعدها إلى بريطانيا في العام 1882 لدراسة القانون، ليعود إلى الهند عام 1890.

ناضل غاندي من أجل الحقوق المدنية، وكانت مبادئه وإيمانه القوي بنبذ العنف، ملهمة للعديد من الزعماء المناضلين من أجل الحقوق المدنية، مثل مارتن لوثر كنج ونيلسون مانديلا.

كان غاندي يقيم في جنوب إفريقيا، وكان يعمل محاميا، وكافح ضد تحديد أعداد هجرة الهنود إلى جنوب أفريقيا.

 وخلال هذه الفترة استطاع أن يؤسس حركته المدنية الشهيرة، وعندما عاد إلى الهند سنة 1915، نظّم مجموعة من الاحتجاجات في المدن الحضرية بمساعدة الفلاحين والمزارعين إضافةً للعمال، للدعوة لخفض معدل الفقر وحصول المرأة على حقوقها، والحصول على الوحدة الوطنية والدينية، من خلال وضع حدود للإقصاء والعنصرية والاكتفاء الذاتي اقتصاديا، والأهم حصول الهند على استقلالها وتحريرها من الاحتلال البريطاني.

في سنة 1930م ترأس المهاتما غاندي حركة احتجاجيّة ضد بريطانيا؛ نتيجة فرضها ضريبة على الملح، فقاد مسيرة باسم "مسيرة الملح"، مشى خلالها هو ومن معه مسافة تقدر بحوالي 400 كم؛ قضى على إثرها بضعة سنين في السجون داخل الهند وجنوب إفريقيا.

كان غاندي الإنسان متواضعًا معتمدًا على ذاته، نباتياً لا يأكل اللحوم، وكان يعتمد على الصوم لفترات طويلة كشكل من أشكال التنقية الذاتية والاحتجاج، وكان يلبس زيا هنديا تقليديا.

حاول غاندي تغيير الواقع في بلادة وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وساهم في زيادة ثقة الهنود المهاجرين بأنفسهم، وتخليصهم من الخوف، وزيادة المستوى الأخلاقي لديهم وحارب جميع القوانين التي تنص على حرمان الهنود من التصويت والانتخاب.

وقام بتأسيس صحيفة تحت اسم الرأي الهندي، نشر فيها مبدأ اللاعنف، كما أنشأ حزبًا مهمته الدفاع عن حقوق العمال الهنود، تحت اسم "المؤتمر".

 لم تكن جميع الفرق السياسية في الهند تقبل آراء وتوجهات الزعيم غاندي ولذلك عندما طرح خطة السلام في الهند اتخذتها جماعات هندوسية متطرفة ذريعة لتصفيته حيث كانوا يعتقدون أن الهند لا ينبغي أبدًا أن تقسم، كما أنهم ألقوا باللوم على غاندي بعد انفصال واستقلال باكستان عن الهند.

وعلى الرغم من أن غاندي قد نجا من 5 محاولات اغتيال إلا أنه في 30 يناير 1948، تم اغتيال الزعيم الهندي البالغ من العمر 78 عامًا حيث كان يجتمع مع بعض مريديه، وقد حان وقت صلاته وقام غاندي وبدأ السير الي بيته، وكان يحيط به حشد كبير، فقام شاب هندوسي، بإطلاق النار على المهاتما غاندي وأصابه بثلاث رصاصات، ، إلا أنه هذه المرة لقي حتفه وسقط على الأرض ميتًا.

أطلق الشاعر الهندي الكبير رابندرانت طاغور على غاندي لقب المهاتما ويعني "الروح الفاضلة" وقد تم ترشيح غاندي لجائزة نوبل للسلام خمس مرات ويعتبر يوم ميلاده، يوم عطلة وطنية في الهند، وهو أيضًا اليوم الدولي لـ"اللاعنف" وترك داعية السلام إرثًا مكتوبا بلغ نحو 50 ألف صفحة غاندي تم جمعها بعد وفاته.

التعليقات