بالأمس كتبت عن رغبة الانتقام الإيرانية، والمؤامرة الإسرائيلية «لجر» إيران إلى الحرب بعد أن اخترقت إسرائيل قواعد الاشتباك غير المعلنة بينها وبين إيران.
اخترقت إسرائيل قواعد الاشتباك حينما هاجمت مبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق ودمرته بشكل كامل على من فيه فى ضربة مباشرة للسيادة الإيرانية بعد أن كانت قواعد الاشتباك غير المكتوبة تنحصر فى القيام بعمليات نوعية مثل الاغتيالات أو القيام بأعمال «تخريبية مخابراتية» غير معلنة، إلى أن قامت إسرائيل بمهاجمة مبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق ودمرته وقتلت من فيه بمن فيهم 7 مستشارين عسكريين إيرانيين بينهم محمد رضا زاهدى القيادى البارز فى الحرس الثورى الإيرانى.
زاد الأزمة تعقيدا عدم قدرة مجلس الأمن على إدانة الهجوم الإسرائيلى على مبنى القنصلية مما وضع الجانب الإيرانى فى «مأزق» مزدوج، ما بين الاستمرار فى سياسة «الصبر الإستراتيجى» والاكتفاء بردود نوعية عن طريق أذرع المقاومة التابعة لإيران فى لبنان أو اليمن أو العراق أو غيرها، أو الدخول فى مواجهة مباشرة مع إسرائيل للدفاع عن السيادة الإيرانية.
اختارت إيران الدخول فى مواجهة مباشرة محدودة، فقامت بأول عملية عسكرية إيرانية مباشرة ضد إسرائيل، حيث هاجمت إسرائيل بالمسيرات والصواريخ الموجهة لأول مرة.
وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان أكد فى مؤتمر صحفى ظهر أمس إنتهاء العملية العسكرية التى وصفها بأنها محدودة ردا على الهجوم الإسرائيلى على مبنى القنصلية، وأن العملية استهدفت قواعد طائرات F-35 التى شنت الهجوم على مبنى القنصلية، بالإضافة إلى بعض الأهداف العسكرية الأخرى مثل مراكز المعلومات.
أمريكا وبعض الدول الغربية أسهموا فى إسقاط أكثر من 90% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية، مما أدى إلى عدم وقوع أضرار بشرية أو فى البنية التحتية، وتركزت الخسائر على بعض الإصابات الخفيفة والمحدودة لبعض المباني، وإصابة طفل فلسطينى فى منطقة غير مؤمنة من الجانب الإسرائيلى.
يبقى السؤال: هل انتهت العملية العسكرية؟ أم أن الشرق الأوسط بات أقرب إلى الانفجار منه إلى الهدوء؟
هذا يتوقف على التفكير الإسرائيلى والرد الإسرائيلى على الهجوم الإيراني، وهل سيكون هناك هجوم إسرائيلى مباشر على إيران؟ وطبيعة هذا الهجوم، وحجمه وأضراره وتأثيراته؟!
للأسف نتنياهو يريد إشعال المنطقة وتنفيذ مخططه «المجنون» الذى كان يحلم به منذ بداية حكمه، والذى بدأ بالهجوم على غزة، وهو الآن يريد «جر» المنطقة كلها إلى الجحيم لكى يستمر فى الحكم وسط دعم أمريكى لا محدود، وانشغال روسيا بمشاكلها فى أوكرانيا.
الأيام القليلة المقبلة، بل ربما الساعات المقبلة، سوف تشير إلى أين تتجه المنطقة، وهل تتحول إلى برميل بارود ساخن ومتفجر أم أن هناك أملا فى النجاة؟!
التعليقات