لا يمكن الشعور بالسعادة، ونحن نجد أشقاء يعانون أشد المعاناة فى غزة تحت وطأة حصار قاتل، وحرب إبادة غير مسبوقة، ورعاية أمريكية لهذا العدوان، وتهرب إسرائيلى من كل الاستحقاقات الدولية.
لأول مرة تنضم فرنسا إلى مصر والأردن فى المطالبة بوقف الحرب من خلال مقال مشترك للرئيس عبدالفتاح السيسى، والعاهل الأردنى الملك عبدالله، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون يطالبون فيه بوقف إطلاق النار فى غزة فورا قائلين: نحن قادة مصر وفرنسا والأردن، وعلى ضوء الخسائر البشرية التى لا تطاق، ندعو إلى التنفيذ الفورى وغير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2728، كما نشدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى غزة.
حذر الزعماء الثلاثة أيضا من العواقب الخطيرة للهجوم الإسرائيلى على رفح، التى نزح إليها أكثر من 1.5 مليون مدنى فلسطينى، لأنه لن يؤدى إلا إلى المزيد من الموت والمعاناة، وزيادة مخاطر وعواقب التهجير القسرى الجماعى لسكان غزة، ويهدد بالتصعيد الإقليمى.
أوضح الزعماء فى المقال المشترك أن المجاعة لم تعد مجرد مخاطر محتملة، لكنها أصبحت حقيقة واقعة فى قطاع غزة، ومن الضرورى توسيع حجم المساعدات الإنسانية طبقا لقرارى مجلس الأمن رقمى 2720 و2728.
إلى جوار ذلك أكد الزعماء أن العنف والإرهاب والحرب لا يمكن أن يجلبوا السلام إلى الشرق الأوسط، لكن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان السلام والأمن للجميع.
ربما يكون الموقف الفرنسى هو الجديد فى هذا الأمر، وهو يعتبر تحولا جذريا فى الموقف الفرنسى بعد أن كان منحازا بشكل تام إلى الجانب الإسرائيلى.
اليوم هو عيد الفطر المبارك، وهناك مليونان ونصف المليون فلسطينى يعانون الحصار، والتجويع والقتل فى قطاع غزة، والأرقام تتصاعد كل يوم حيث اقترب عدد القتلى من 34 ألف قتيل أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال.
قطاع غزة أصبح أكبر مقبرة مفتوحة فى العالم، والضحايا يتساقطون كل يوم، وتم تدمير البنية الأساسية بالكامل، وتدمير القطاع الصحى، وأصبح الغذاء حلما صعب المنال وسط عالم متوحش وقاس، ودعم أمريكى غير مسبوق.
ما يحدث من خلاف علنى أحيانا بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل هو مجرد تمثيلية هزلية لحفظ ماء وجه الإدارة الأمريكية أمام شعبها، وباقى شعوب العالم، لأن الإدارة الأمريكية كانت تستطيع منع هذه الحرب من «الأساس» منذ عشرات السنين لو اعترفت للشعب الفلسطينى بحقه المشروع فى إقامة دولته، واعترفت الإدارة الأمريكية بهذه الدولة، ومنعت السلاح والدعم المالى عن إسرائيل باعتبارها دولة احتلال.
التعليقات