رغم أنف الغرب فاز بوتين بولاية خامسة لرئاسة روسيا، وبغض النظر عن طريقة الانتخابات فى روسيا، فهذه أمور تخص الشأن الداخلى الروسى وشعب روسيا، فإن فوز بوتين بفترة رئاسية جديدة كان بمثابة لطمة قوية على وجه الغرب.
ربما نتفق أو نختلف على سياسات بوتين وأفكاره لكنه على الأقل لا ينادى بشىء ويفعل عكسه مثل أمريكا والغرب.
الأمريكان ومعهم الغرب صدعونا بالحديث عن الحريات، وحقوق الإنسان، والحق فى الحياة، والمساواة وعدم التمييز، والآن يمارسون أسوأ جرائم الإبادة الجماعية فى غزة برعايتهم ودعمهم المطلق للنازيين الجدد فى إسرائيل الذين قاموا بتحويل غزة إلى أكبر مقبرة فى العالم بعد أن كانت أكبر سجن فى العالم باعتراف جوزيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى.
ربما تكون سياسات الغرب «الحمقاء» فى العالم وكراهيتهم للروس أحد الأسباب القوية التى جعلت الشعب الروسى يلتف حول قائده بوتين بعد أن انكشفت أكاذيب الغرب، ونفاقه، ومعاييره المزدوجة، واحتقاره للآخرين.
هناك معركة حامية الوطيس بين الغرب وروسيا دائرة الآن فى أوكرانيا، حيث تقوم أوكرانيا بالحرب بالوكالة عن أمريكا والغرب، وما هى إلا مجرد مخلب قط للغرب وأمريكا من أجل القيام بتنفيذ الأجندة الغربية، والقيام بكل ما من شأنه تهديد الأمن الروسى بحسب وجهة النظر الروسية.
أعتقد أن هناك تشابها كبيرا بين أوكرانيا وإسرائيل، حيث تقوم إسرائيل بدور الوكيل عن أمريكا والغرب فى حربها على غزة، لأنه لولا الدعم الغربى والأمريكى لإسرائيل لما استطاعت إسرائيل أن تقوم بعدوانها على غزة أو عدوانها السابق على الدول العربية، أو احتلالها الأراضى العربية بشكل غير مشروع، ورفضها لكل نداءات السلام.
أوكرانيا تقوم بنفس الدور، لكنها اصطدمت بالدب الروسى الذى استطاع تفكيك أوصالها واحتلال أجزاء كبيرة منها، ولولا الغرب وأمريكا لكانت أوكرانيا تحت الاحتلال بشكل كامل الآن.
الغرب المتناقض يظهر فى النموذجين، فهو يقول إنه يرفض الاحتلال الروسى للأراضى الأوكرانية، لكنه يقبل ويدعم الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، والأراضى السورية، والأراضى اللبنانية حتى الآن، كما أنه يرفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل عاجل بما يجعلها دولة كاملة العضوية فى المحافل الدولية.
هو التناقض والأكاذيب وسياسة المعايير المزدوجة، والنفاق الغربى الفج الذى دفع الشعب الروسى للالتفاف حول رئيسه ليفوز بولاية جديدة فى مواجهة العداء الغربى لكل من يختلف معهم.
بوتين وجه رسالة نارية للغرب فى خطاب النصر، وأوضح أن احتمال نشوب صراع واسع النطاق على الغرب قائم، وأن أى تفكير من الغرب فى توسيع نطاق الصراع يمكن أن يؤدى إلى حرب عالمية ثالثة.
أتمنى أن يكون نجاح بوتين فرصة ليعيد الغرب تفكيره فى مناطق الصراع مرة أخرى وخاصة فى منطقة الشرق الأوسط والتخلى عن النازيين الجدد فى إسرائيل.
التعليقات