لست زملكاويا، بل عضو عامل فى النادى الأهلى منذ نحو ٤٠ عاما، لكننى لست متعصبا، وأتمنى لفريق الزمالك كل الخير، لأن الكرة المصرية لا يمكن أن تكون «أهلى» فقط، أو «أهلى» و«زمالك» فقط، وإنما لابد أن تكون كل الأندية فى مستويات متقاربة كما نشاهد فى الدوريات الأوروبية.. وغيرها.
من هنا أتحدث عن نادى الزمالك، وسقطة مجلس إدارة النادى بشطب عضوية مرتضى منصور، رئيس النادى السابق، بسبب افتقاده، كما أعلن المجلس، شروط اكتساب «العضوية العاملة» إعمالًا لأحكام المادتين ٨ و ١٢ من لائحة النظام الأساسى.
كلام حق يراد به باطل، تلك هى الآفة الكبرى التى نعانى بسببها، حين يأتى كل مسئول حالى، ويحاول جاهدا محو المسئول السابق، وملاحقته قضائيا، وإنسانيا، ومهنيا، وعزله، والتضييق عليه، ونعته بأقذع الصفات، ومنعه من دخول المكان، والسير «باستيكة» على كل ما فعله المسئول السابق، اعتقادًا من المسئول الحالى أنه «مُخلّد» إلى الأبد، ونسىَ أن الجميع «راحلون»، و «سابقون» إما موتا، أو سُنة حياة.
أعلم أن للمستشار مرتضى منصور أخطاء، ومشكلات كبرى، لكننى أعلم، أيضا، أن له مزايا، وإنجازات كبرى أيضا مثله مثل أى مسئول، فالكل يصيب ويُخطئ، وليس هناك شخص كامل، والكمال لله وحده، لكن أن يأتى رئيس مجلس الإدارة الحالى حسين لبيب ويوافق على تلك الخطوة فهى بلا شك سقطة ضخمة، ولا تقل عن الأخطاء الكبرى التى ارتكبها المستشار مرتضى منصور حينما كان يقوم بشطب عضويات من يختلف معهم، ويمنعهم من دخول النادى.
كنت أتمنى أن يترفع حسين لبيب، ومجلس إدارته عن تلك الأخطاء الكارثية، ويقدم النموذج، والقدوة فى هذا المجال، ويرفض ضغوط «الشلل»، وأصحاب المصالح، ويتصدى بكل قوة لتلك الظواهر الغريبة، والمريضة.
آفة المجتمعات المُتخلفة هى أن كل شخص يعتقد فى ضرورة تشويه الآخرين، لكى يبدو أنه الأفضل، وينسى أنه لكى يكون الأفضل عليه أن يعمل، ويعمل لكى يضيف إنجازات حقيقية ملموسة تتحدث هى عن نفسها، وعنه، ويذكرها له التاريخ.
هكذا تقدمت المجتمعات الأخرى بالبناء على الموجود، والإضافة إليه، وبهذا تنمو هذه المجتمعات، وتتقدم، حتى أصبحت على ما هى عليه.
نكره تلك المجتمعات أم نحبها؟.. ليست تلك هى المشكلة، لكن الأهم أن نتعلم منها ما يفيدنا.
أتمنى أن يراجع مجلس إدارة نادى الزمالك قراره ليكون قدوة مجتمعية فى هذا الإطار، وكفى عبثا، وانتقاما، وروحا شريرة تجلب معها الكثير من التخلف، وتعيدنا إلى الوراء خطوات، وخطوات.
التعليقات