ما حدث الثلاثاء الماضي يمكن اعتباره لقطة تاريخية فى سجل الحياة السياسية المصرية تفتح باب الأمل أمام إقامة الدولة الديمقراطية المدنية العصرية الحديثة التى نتحدث عنها ونتمناها منذ أن حفظنا المبدأ السادس من مبادئ ثورة يوليو ١٩٥٢ وهو «إقامة حياة ديمقراطية سليمة».
اللقطة الجديدة وغير المسبوقة فى تاريخ الحياة السياسية المصرية منذ قيام ثورة يوليو هى استقبال الرئيس المنتخب لمنافسيه الذين لم يحالفهم الحظ فى الانتخابات بشكل ودى بعد أن أغلقت صفحة الانتخابات أبوابها تأكيدا لمبدأ «إن الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية».
توقفت طويلا أمام استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى الفائز فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة لمنافسيه حازم عمر، وفريد زهران، وعبدالسند يمامة، وترحيبه بهم، ومناقشتهم فى برامجهم الانتخابية، ورؤاهم السياسية.
كان الحوار وديا وعميقا، مما يعكس احترام الرئيس المنتخب للاختلاف فى وجهات النظر، ورغبته فى تعميق الحوار بين مختلف الأطياف السياسية فى المجتمع، فى إطار ما وعد به الرئيس المنتخب بقيام دولة ديمقراطية مدنية عصرية حديثة قوامها العلم، والعمل، والكفاءة والنزاهة، وأن «المواطنة»هى الأساس الصلب لكل المصريين فى إطار احترام الدستور والقانون.
أهمية هذا اللقاء أنه يبعث برسالة قوية إلى كل شركاء الوطن من كافة الاتجاهات السياسية الوطنية، بأنه لا مكان للخوف من حرية الاختلاف مادام كان ذلك فى إطار الدستور والقانون، وأنه هناك صفحة جديدة فى تاريخ هذا الوطن قوامها البحث عن كل ما هو فى مصلحة بناء الوطن الحديث اقتصاديا، وسياسيا، وعلميا، واجتماعيا.
الانتخابات الرئاسية الأخيرة انتخابات بها من الإشارات، والدلائل والمعانى غير المسبوقة بدءا بالمشاركة الأعلى فى تاريخ الانتخابات الرئاسية اصطفافا حول أمن مصر القومى ودفاعا عن الأمن القومى العربى، ومرورا بالنسبة التى حصل عليها المرشح الفائز، والمرشحون المنافسون، وانتهاء بالرسائل القوية التى أطلقها الشعب المصرى لكل دول العالم بحيوية الشعب المصرى، وقدرته على تخطى الأزمات والعقبات، وإصراره على بناء دولته العصرية الحديثة القوية اقتصاديا، وعسكريا، وسياسيا، بحيث تكون قادرة على توفير الحياة الكريمة واللائقة لكل مواطنيها، وفى نفس الوقت تستطيع الدفاع عن أمنها القومى ضد كل معتد غاشم وأثيم.
التعليقات